فروض المحبة - الكاتب : أ/شادي مطاوع - مجلة مجد مصر

السبت، يناير 30، 2021

demo-image

فروض المحبة - الكاتب : أ/شادي مطاوع

 

الله والإنسان  ، 

      

     تلك العلاقة التي بُنيت على الحب الحقيقي ، تلك العلاقة التي أساسها المتين   هو ذلك الحب الصادق من الله للعبد . الحب الحقيقي بمعناه الذي نعرفه ، الحب دون مقابل  ، الحب  لأجل الحب  دون طلب  رد هذا الحب بنفس القدر من المحبة أو العطاء مع العلم  بعدم القدرة  على  الرد بنفس القدر من المحبة و العطاء حتى وإن وُجدت النية لذلك .

 

  . الله العظيم  الغني عن العالمين ، الذي خلق الإنسان  وجعلهُ خليفة له في الأرض وأسجد  له الملائكة وجعل له مكانة لم يصل إليها أي مخلوق من قبل قط ، أليس هذا هو الحب الحقيقي .

 

 . الله الودود الرحيم اللطيف الذي يّسر للإنسان طريق الحياة  حيث خلقهُ من العدم وجعل له  وجود ونفخ فيه من روحه  ، وأسكنه الأرض  و أوصى  الإنسان  بأن يتعلم  طوال هذه الفترة الزمنية القصير التي سيقضيها في الأرض

 مبادىء الايمان والحق والخير والجمال ، كما إنه جل وعلى أعطاه كل مصوغات الحياة  ومقوماتها من أجل أن يعي ويفهم كل هذه المعاني حتى إذا رجع إلى الله حيث  المكان الحقيقي الذي يريده الله للإنسان أن يحيا فيه الي الابد. يكون قد فهم هذه المعاني ويكون على أتم الاستعداد لان يعيش هذه المعاني ويستشعر جمالها الحقيقي  آنذاك .

 

.  الله الذي  فرض الفروض وأنزل الشرائع  لأجلنا ، فهو لايريد منا شيء ولكن لأجل أن نحيا  بخير ونرجع إليه ونحن على خير أيضًا .

جعل الصلوات أعظم الفروض وأجلها بعد الإيمان  به  حتى يسمع صوتنا لانه يحب أن يسمع منا  ، يحب أن يرانا واقفين بين يديه  هو يعلم من قبل ما سنقول وما نريد ويعلمنا أيضًا كيف ندعوه  ، كل هذا ليس إلا من جمال وعظيم محبته لنا.  ونحن أعلم إنك لو أحببت أحدًا  أحببت سماع صوته .  ما أجمل هذا النوع من الحب والصدق في المحبة التي تكون بين طرفين  .

 

. الله الذي فرض علينا فعل الخيرات  وترك المنكرات بكل أنواعها  ليس الا من أجل خوفه علينا ومن شديد محبته لنا ، ولقد جعل لمنا مثلًا لكي نفهم قدر محبته لنا فأوضع جزء من هذه المحبة في قلوب  أبائنا وأمهاتنا ، فهم دائمًا  يأمروننا بكل فضيلة و هم دائمي النصيحة لنا   يتمنوا أن يروا أبنائهم  كاملين .

ولله المثل الأعلى فمحبة  الله لنا أكبر بكثير من محبة والدينا لنا  ، ولهذا ضرب لانا هذا المثل كي يقرب لاذهاننا  إلي أي قدر يحبنا ، فما أعظم المحبة الخالصة من الله لنا .

 

 . لقد تعلمنا منذ صغرنا أن الله هو الخالق فارض الفروض  وإن لم نفعل فلن نكسب رضا الله ونكون أذا من أهل العذاب .

 لقد تعلمنا ونحن صغار أن  العلاقة بين الله والعبد ما هي إلا فروض وواجبات  وإما جنة أو نار ولا غير ، ولكن الحق  أن طبيعة العلاقة بين الله والإنسان قائمة على المحبة ، فالله جل وعلى  أحبنا قبل أن نحبه ودل على هذا كثير من الآيات في كل الكتب السماوية ،  فإذا أختار الله المحبة لكي تكون هي أساس معاملته لنا فلما لا نجعل الحب هو طريق الوصول إليه  وكسب رضاه  بدل من أن تكون عباداتنا خوفا من العقاب لا أكثر

 علموا  أولادنا الحب  وأجعلو الحب هو عنوان حياتهم  أجعلو الجنة في الارض والسماء معاً.  و علمو أولادنا أن العذاب الحقيقي هو أن لا يحبنا الله ولايرضى أنا يرانا يوم القيامة  .

___________

كتبها : أ/شادي مطاوع 

 

 

Pages