نعم يكفيني أنك
ربي ، رب كل شيء وهو على كل شيء قدير . نعم يكفينا أنك أنت الله وحدك الذي لا شريك
له في ملكه خالق كل شيء وبيده أمر كل شي . نعم يكفينا أن نولي وجوهنا تجاهك وأن
تكون حياتنا واختياراتنا وفق ما أردت . الحمد لك أنك رُبنا .
يحار العقل أحيانا حينما يشاهد ويسمع ما يقولوه كثير من
الناس أن هذا العالم من دون رب ، وان هذا الكون قد تكون من تلقاء نفسه والاغرب من
هذا أنهم يعلمون علم اليقين أن من أهم المبادىء العلمية مبدأ السببية ، فكيف لهؤلاء القوم يطبقون مبدأ
السببية على كل عمل يقومون به في شتى
مجالات الحياة ولا يفكرون ولو قليلاً في أن هذا المبدأ أيضا يحكم الكون الذي نعيش فيه ألا وأن مبدأ السببية يقوم على أنه لابد من
وجود مسبب أو كما يقولون علة العلل . فكيف بهم يقولون أنه ليس هناك رب وأنهم
وليد الصدفة أو أنهم نتيجة لمجموعة من التفاعلات الكونية التي
حدثت قديماً . إنه لأمر
غريب مع كل هذا التقدم العلمي
الذي يُظهر عظمة الله الخالق والمسبب الأول لكل شيء يزدادون إنكارًا لربوبية الله عز وجل .
وإنه لمن العجب أن
هناك طائفة من السابقين وإلي اليوم يؤمنون بالله نعم ولكن يتعاملون معه
معاملة الذات البشرية سُبحانه جل وعلا .
فمنهم من يقول أنه مُركب من ثلاثة ومنهم
من يتعاملون معه معاملة رب العشيرة والطائفة ومنهم من يجعل له شركاء في التدبير . إلى يومنا هذا وكثير من الناس يقللون من ذاته العلية ولا يرضون بإن
يُعملو عقولهم ولو قليلاً ويتفكرون
في خلق السموات والأرض واختلاف الليل
والنهار وكثير من الآيات التي في الآفاق
وفي أنفسنا .
أن الله جل وعلا
غني عن عبادتنا ورحمته بنا أنه أوجدنا
وأحبناً وفوق كل هذا ترك لنا حرية الارادة في الايمان به أو عدم الإيمان . الله لايمكن أن يكون مسلوب
الارادة كما يزعمون أو هناك من صفة
من صفاته
قد تعطلت أو أن له شركاء يساعدونه أو وسطاء يخففون من ثقل المهام الإلهية ، إن
الامر ليس الايمان به أو عدم الإيمان فقط
ولكن الأمر كيفية التفكير فيه والتعامل مع ذاته العليا جل وعلا . أن الأمر لا يحتاج إلا القليل من التدبر والتعقل والاخذ بأبسط قواعد المنطق في تعاملنا مع الله
حتماً سنصل إلى أبسط الحقائق ألا وهي أنه
ليس كمثله شيء وهو على كل شيء قدير .
لذلك يكفينا أنك تحبنا وأنك حبيبنا وأرسلت إلينا من تحب
ليكون رحمة لنا . يكفينا أننا عندما ننظر إلي السماء وندعوك تقول لنا لبيكم .
يكفينا أنه على الرغم من عدم الالتزام بأوامرك وعصيانك تصبر علينا وتسترنا و تغفر
لنا وترزقنا . يكفينا أنك شرعت لنا الوقوف
بين يديك خمس مرات لانك تحب وقوفنا بين يديك وتباهي بنا الملا ئكة . يكفينا
كتبها : أ/ شادي مطاوع