سورة الفاتحة - تأملات للكاتب : أ/ شادي مطاوع - مجلة مجد مصر

السبت، فبراير 13، 2021

demo-image

سورة الفاتحة - تأملات للكاتب : أ/ شادي مطاوع

 

 

muslims-reading-from-quran

    تلك السورة التي  كانت من أعظم ما نزل من وحي على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . تلك السورة التي حوت في مكنون آياتها القليلة العدد البليغة المعنى والأثر كل ما نزل به الأنبياء  من قبل كما أنها أوضحت العلاقة بين الله والعبد وبينت ما هو مرغوب  وما هو مرفوض.

 

لقد أبدع المفسرون قديماً وحديثاً  في تفسير هذه السورة  الجليلة من حيث المعاني  والالفاظ والدلالات  ، ولكن  في سياق هذه المقالة سيكون التفسير  تفسير المسلم البسيط الذي ينظر إلى النص بعين قلبه قبل أي شيء مع العلم الكامل بقداسة النص  والإيمان بالله  وتعظيم كلامه أيضاً . فهيا بنا 

 

إن هذه السورة الجليلة  أول ما بدأت أشارت إلى كيفية الحوار بين العبد وربه ،فبعدما استقر الإيمان في القلوب  وهو الأساس  بدأت المرحلة الثانية في هذه العلاقة  فكما علمنا الله  أن نؤمن به  وحده لا شريك له  بعدها مباشرةً  علمنا كيف  نُناجيه جل وعلا  .

 فقال ( الحمدلله رب العالمين ) : ما أجملها  كأنه يقول لي تذكر أني الله ربك القريب منك الحامي لك  رب كل شيء   الشكر لي فقط لا رب لك  غيري .

 ( الرحمن الرحيم ) :  أعلم يا عبدي أني رحيم بك  رحمة لا يمكن لعقلك أن يدركها  خلقتك بالرحمة وانزلت  لك القرأن بالرحمة  وها أنا أدبر كل أمورك برحمتي  .

( مالك يوم  الدين ) : كأنه يقول لي أنك راجع إلى ربك في يوم محدد فلا تخف هذا يوم اللقاء لقاء الاحبة  ، لا تخف يا عبدي لن يضيع حق لك  وكما كنت معك في كل وقت في الدنيا ها أنا في هذا اليوم معك .

(إياك نعبد وإياك نستعين ) :  كأنه يقول لي  تعلم أنك عبدي أنا لا لك سواي  اعبدني واستعن بي فأنا أعلم بك منك أدعوني بهذا وسأعينك على كل أمورك  .

( إهدنا الصراط المستقيم ) : يا عبدي  أدعوني بأن أهديك إلى الطريق القويم الذي إذا سلكته لا تضل ولا تشقى ولا ينشغل قلبك بغيري  كن على هذا الصراط. تكن سعيداً في كل لحظة من حياتك .

( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) : كأنه يقول يا عبدي هناك من العباد   طوائف ثلاث . تعّلم أن تدعوني  بأن تكون الاحسن  بأن تكن ممن أنعمت عليهم  بالقرب والمحبة ولا تكن ممن جحد بنعمتي وأستحق غضبي أو كمن  مهدت له سبيل الهُدى فأستحب الضلال على الهدى .

  يا عبدي جعلت لك هذا الدعاء  ركناً في صلاتك وسورة في كتابي العظيم ، ياعبدي أدعوني بكلامي الذي علمتك وسأجيبك فأنا  الرحمن ربُك .

 

Pages