تقدم لكم مجلة مجد مصر مقالاً جديداً للؤلف و المفكر أ / علاء طنطاوي :
الوحي
- هل لا يكون إلا النبي مرسل؟
أم أن الله سبحانه وتعالى علي إتصال دائم ومباشر
بكل عبادهُ ، بل بكل خلقه حتي الدودة في الحجر ،
نعم ،
ولكن هناك فرق بين الوحي المنزل علي الرسل
والأنبياء ،
والوحي هو تكليف بأمر مباشر من ملك الملوك
من خلال
أمين الوحي جبريل أو رؤي حق أو مشاهدات كونية لا يدركها إلا الموحي اليهِ من نبي ،
أو رسول ، وهذا الوحي يسمي وحي تكليف ، بأمر أو رسالة،
أما الوحي المنزل علي سائر المخلوقات من انس وطير
وحيوان ، فهذا يسمي وحي الهام الخواطر ،
والهام الخواطر هو من كان قلبة معلقأ بالله
الواحد القهار ،
وقد يعتقد البعض بأن الله سبحانة وتعالي لايوحي
الا للرجال وفقط وهذا خطأ فادح ،
فأن الله سبحانة وتعالي يوحي للرجال والنساء
والأطفال والنحلة والجرادة والحوت، والأسد،
ولكنة وحي الهام الخواطر بفعل الخير وسنقدم لكم الدليل الآن من الكتاب
والسنة حتي تعلم انت اخي القارئ انك من الممكن أن ترتقي بالتقرب الي الله سبحانة
بالعمل الصالح حتي تصبح مما يوحي إليهم وتكون من الملهمين ،
الأنبياء،
قال رب العزة لنبية، قل اوحي الية انة استمع نفرأ من الجن فقالوا ، انا
سمعنا قرأن عجبأ، هذا معقول لانة علي مستوي الانبياء والرجال ايضا،
ولكن ، هل يوحي الي النساء ، نعم والنساء أيضأ،
قال رب العزة ، واوحينا الي ام موسي أن ارضعية
فاذا خفتي علية فالقية في اليم ، ولا تخافي ولا تحزني انا رادوة اليكي وجاعلوة من المرسلين ،
اذاً أوحىٰ اللهُ سبحانه وتعالى إلى أم موسى وهي ليست بنبي ولا رسول،
ولكنه ليس بوحي أنبياء بتكليف ، بل وحي إلهام
الخواطر
الأطفال
هل يوحي رب العزة الي الطفل في المهد؟ ، نعم
وينطقهُ أيضاً ، فهو القادر علي كل شيئ سبحانه
اولاً ، الثلاث أطفال اللذين نطقوا في المهد ،عيسي
ابن مريم ، "ويكلم الناس في المهد وكهلأ
ونبي من الصالحين" ،
ثانياً في طفل بني إسرائيل حين اوحي الله سبحانة الية
وانطقة فقال انا اكون ابن الراعي،
ثالثاً ، إبنة ماشطة فرعون حين أوحى اللهُ إليها
أن تأمر أمها حتى لا تتراجع وقالت يا امي لا تخافي من القدر فهو الجنة.
ثم ناتي الي طفل آخر وهو يوسف علية السلام،
حين القوه إخوته في غياب الجب ، اوحي الله إلية
كي يطمنة ، فقال :
"واوحينا الية لتنبأنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون" ،
سورة النحل ،
واوحينا ربك الي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتأ
ومن الشجر ومما يعرشون ، إذا الله سبحانة وتعالي يدبر الحياة لكل خلقة حتي النحلة
المتناهية الصغر،
الهدهد ،
وتفقد الطير فقال مالي لا اري الهدهد ام كان من
الغائبين ، ولكنة كان ملكا ونبي عادل ، وضع لة ثلاث اختيارات في العقاب ولم يقل ،
لاذبحنة ، أو لاقتلنة ، بل قال ، لاعذبنة عذابأ شدبدأ أو لاذبحنة ثم تأتي الرحمة
في العرض الثالث حيث قال ، أو لياتيني بسلطان مبين، فمكث غير بعيد بكل ثقة ثم تحدث
أيضأ بكل ثقة وقال بما معناة وبلغة أهل هذا العصر احطت بما لم تحط بة وجأتك من سبأ
بنبأ يقين ،
وكان الهدهد بهذة الطلعة الجوية هو أول جندي استطلاع وأول قائد
للمخابرات علي وجة الارض ،
فمن الذي اوحي الية أن سافر إلي اقضي جنوب جزيرة
العرب وافعل كذا وكذا ، انة الله ، سبحان الله ،
كذلك وعلي نفس المقياس لو أردنا أن نطبق علم
القياس علي قضيتنا الآن، لوجدنا أن الله
سبحانة وتعالي علي اتصال دائم حتي بالفيروس الذي لا يري بالعين المجردة ، اذأ
فيروس كوبيد ١٩ جند من جنود الله سبحانه يسلطة علي من يشاء من خلقة ليجري قدرة علي
أهل الارض بما يشاء وهو علي كل ما يشاء قدير ،
اذاً نستقيم لأمر الله ونرتقي بمشاعرنا حتي نتجرد
من حب الدنيا وشهواتها ونكون عباد الله المخلصين اللذين اذا أقسم أحدنا علي الله
لابرة ،
واعلموا اننا جميعا بأعين الله سبحانة يرانا من
حيث لانراة ويمهلنا ثم يمهلنا ثم يمهلنا ومازلنا نتاجر بالمعاصي حتي نحتقر أنفسنا
ونقول هل لنا من توبة ، فيخبرنا بان باب التوبة مفتوح علي مصراعية ولكن ابدأ بنفسك
وقل يارب وانا أيضأ اقول معكم يارب اوحي الينا بتعجيل التوبة والتمتع برضاك في
الدنيا قبل نفارقها ،
تحياتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علاء طنطاوي،