العلم بين المطبوع و المسموع - بقلم : أ / مراد دغيش - مجلة مجد مصر

احدث المواضيع

الأربعاء، مارس 10، 2021

demo-image

العلم بين المطبوع و المسموع - بقلم : أ / مراد دغيش

 

#العلم_بين_المطبوع_والمسموع

العلم هو المعارف والمهارات والقدرات والتجارب  والخبرات التي يكتسبها المرء في حياته وهو المفتاح الرئيسي للتفكير  في مايدور حوالي الفرد من تغيرات وتطورات وأحدث وما إلى ذلك وأذا كان العلم هو المفتاح الرئيسي لمخاطبة العقل فهو أغلاء كنوز الدنيا والآخرة وهو سر سعادة الإنسان و  ينقسم إلى قسمين القسم الأول العلم المطبوع وهو ذلك العلم الذي طبع على سلوك صاحبه وصارت أفعاله وتصرفاته وفقاً لذلك العلم فصاحبه يجعل من ذلك العلم منهجاً يسير وفق نصوصه ويضبط سلوكه العملي والأخلاقي وفق ذلك المنهاج فبذلك يصير الشخص تابعاً لعلمه في حياته دائماً وليس علمه تابعاً له فهذا هو العلم المطبوع وهو الذي طبع على سلوك صاحبه وصارت أفعاله وتصرفاته موافقة لعلمه الذي يحمله وهو العلم الحقيقي الذي يفيد الإنسان في حياته وهذا هو القسم الأول أما القسم الثاني فهو العلم المسموع وهو العلم الذي لم يطبع على سلوك صاحبه بل كانت تصرفات صاحبه مخالفة لذلك العلم فصاحبه يجعل من علمه تابعاً له لا أن يكون تابعاً لعلمه فهذا الشخص متعلم ويحمل علم لكنه لم يجعل من علمه منهاجاً يسير وفق نصوصه وضابطاً لسلوكه بل أتخذ من علمه وسيلة لتحقيق غايات دنيوية مادية ولم يستفيد من علمه في حياته بشي فهذا هو العلم المسموع الذي سمعه صاحبه ولم يطبقه في حياته ولذلك فإن الفرق مابين العلم المطبوع والعلم المسموع. شيئاً كبيرا فالعلم المطبوع أستفاد منه صاحبه في الدنيا وأسعده في حياته وسينفعه في الأخرة لأنه طبق ماتعلمه فبذلك سعد في حياته وأنشرح صدره بما حققه من أنجاز أما العلم المسموع فلم يستفيد منه صاحبه في حياته فيشعر بالسعادة والهناء لأنه لم ينجز شيئاً مما تعلمه فينشرح صدره ويزيل همه فمن هنالك كان لابد من الرجوع إلى قول الأمام علي عليه السلام العلم مطبوع ومسموع فالمطبوع ماطبع على أفعال صاحبه والمسموع ماسمعه صاحبه ولم يطبع على أفعاله وهذا هو الواقع الملموس في حياة البشرية كلها من ذو العصور القديمة والوسطى وحتى عصرنا الحاضر فالعلم مابين مطبوع ومسموع

#المؤرخ_مراد_دغيش_الأرحبي

Pages