مقال : الأخلاق بين الماضي و الحاضر - بقلم : أ / مراد الأرحبي - مجلة مجد مصر

الثلاثاء، مارس 09، 2021

demo-image

مقال : الأخلاق بين الماضي و الحاضر - بقلم : أ / مراد الأرحبي

 

#الأخلاق_بين_الماضي_والحاضر

أن الأخلاق الحميدة والقيم العالية هي التي تميز البشر عن غيرهم من المخلوقات الأخرى ولذلك فإن الأخلاق هي المعيار الذي يقاس به الشخص ويتميز به في مجتمع ما فقد كانت الأخلاق في العصور القديمة والوسطى تسود المجتمعات الشرقية والغربية فكانت النتيجة تعايش المجتمعات والأجناس المختلفة وتعاونهم على مايصلح أمور حياتهم وكان الإنسان ذو الأخلاق والقيم النبيلة محبوباً بين الناس مكرماً بينهم يبادله الناس بالأحسان أحساناً وبالمعروف معروفا فحرص الجميع على التحلي بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة فكان المسؤول متواضعاً لمن هم تحت حكمه ومنصفاً لهم ممن ظلمهم ومشاركاً لهم في أفراحهم وأتراحهم وكذلك الأفراد الذين يعيشون في نفس المجتمع يتعاطفون مع بعضهم البعض فالغني ينظر إلى الفقير ويتفقد شؤونه والمتعلم ينظر إلى الجاهل ويساعده في تعليمه والمرشد يدلي بنصائحه لأهل المخالفات ويدلهم على طريق الرشاد والجار يحسن إلى جاره ويتفقد شؤونه والمرأة تحسن تعاملها مع زوجها والعكس والكبير يعطف على الصغير والصغير يحترم الكبير فكان الرعيل الأول هم الذين فهموا تعاليم الدين الإسلامي الحنيف  فبذلك أحبهم الناس جميعاً ففتحت لهم المدن والبلدان بحسن خلقهم  وتعاملهم اللطيف وخصالهم الحميدة التي كانوا يحملونها بين جوانحهم ويبلغونها لغيرهم فهؤلاء هم الجيل الذي نالوا منزلة عظيمة في تاريخ البشرية

أما اليوم فمجتمعاتنا الشرقية والغربية تعاني من أزمة الأخلاق والقيم بسبب الأنفتاح على الحياة المعاصرة والمفاهيم الخاطئة للحرية  فالمسؤول لايؤدي واجبه الوطني أمام شعبه والأخ لم يتفقد أخاه والمرأة لم تحسن تعاملها مع زوجها والزوج لم يحسن تعامله معها والمرشد لم يدلي بنصائحه بطريقة صحيحة لينة والمعلم لم يحسن تعامله مع طلابه والعكس والجار لم يتفقد جاره ولم يحسن جواره والصغير لم يحترم الكبير والكبير لم يعطف على الصغير والمجتمعات تتصارع من أجل أختلاف الأجناس أو الأديان أو الأشكال فصار حال البشرية جمعاء في عصرنا الحاضر خالي من الأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية فظهر الجدل وأزداد الخلاف وكثر الشقاق وعمت الفوضى مجتمعاتنا الشرقية والغربية وظهر الحقد الدفين وأزداد الخصام من حيناً إلى حين وأنهدمت أواصر القربى والعلاقات وصرنا ضائعين ورحم الله الشاعر حين قال

أنما الأُمم الأخلاق مابقيت**فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبُ

#المؤرخ_مراد_دغيش_الأرحبي

Pages