التاريخ بين الإنصاف والتعصب - بقلم : أ / مراد دغيش - مجلة مجد مصر

الأحد، مارس 14، 2021

demo-image

التاريخ بين الإنصاف والتعصب - بقلم : أ / مراد دغيش

 


notebook-731212_640

من المعروف لدى كل إنسان في هذا العالم أن التاريخ أساس أنطلاقات الأمم فما من أمة إلا ولها تاريخ تهتم بدراسته وفهمه وتفتخر به بين الأمم  ولا مقام لأمةً لاتمتلك تاريخ وحضارة بين الأمم وأذا كان الأمر كذلك فإن كتابة التاريخ تحتاج إلى إنسان يسجل الأحداث ويرتبها بمصداقية وأمانة فلا يعد كل من كتب في التاريخ مؤرخاً حقيقاً إذ لا يمكن القول عن كل من ساهم في التاريخ مؤرخاً إلا من كان حريصاً على تدوين الأحداث والأخبار والتحري عن مصداقيتها وعن سقيمها وصحيحها وأختيار الروايات  الصحيحة والمشهورة وذكر مصادرها الأصلية الخالية من التزوير والتحريف فمن عمل في كتاباته بهذة الشروط فيطلق عليه أسم مؤرخ وأما أولئك الذين كانوا يكتبون ماوجدوه على آلسنة العامة وروايات أهل الكتاب فهؤلاء جمعوا الغث والسمين ووضعوه تاريخاً للأمم فجاءت مؤلفاتهم بقليلاً من الحقائق التاريخية المعتمدة وكثيراً القصص والروايات الخرافية والمناقضة للتفكير  الصحيح ومخالفة للعقل والمنطق السليم وإذا كان هذا سبيل من مضى من المؤرخين القدامى فإن بعض المهتمين بالتاريخ في عصرنا الحاضر يتبعون تلك الطرق في تدوين التاريخ أو يقومون بالتشكيك في النصوص الصحيحة التي وافقت العلم الحديث وصحت عند الأولين والأخرين فمشكلة بعص المؤرخين والباحثين في عصرنا هو التمسك برأي فردي أو رواية مغلوطة سقيمة ورفض آراء الأغلبية الساحقة والروايات الصحيحة التي أقرها العلم الحديث فمن كان متمسكاً برأي فردي يجعله منحازاً إلى جانباً معين أو فئة معينة فهذا ليس منصفاً بل متعصب يتعذر الأنصاف لديه ولا توجد عنده  المصداقية والشفافية وأما من يأخذ بعين الإعتبار في تدوين التاريخ من خلال الأعتماد على الروايات والنصوص الصحيحة التي وافقت العلم الحديث والعمل برأي الأغلبية الساحقة وترك الروايات والقصص المغلوطة المخالفة للعقل والمنطق والعلم الحديث وعدم التحيز إلى فئة معينة فهذا منصفاً ليس متعصب بل  توجد عنده المصداقية والشفافية وتجد الأنصاف في كتاباته والحقائق العلمية التي تميز المؤرخ المنصف من المؤرخ المتعصب الذي تترك أعماله العلمية لأنها خالية من الأنصاف والمصداقية المطلوبة في تدوين التاريخ لكل زمان ومكان

#المؤرخ_مراد_دغيش_الأرحبي

Pages