رواية : ضياء النفوس- الجزء الأول - للمفكر : أ / علاء طنطاوي - مجلة مجد مصر

السبت، مارس 13، 2021

demo-image

رواية : ضياء النفوس- الجزء الأول - للمفكر : أ / علاء طنطاوي

 تقدم لكم مجلة مجد مصر : الجزء الأول من رواية ( ضياء النفوس) للمؤلف و المفكر أ / علاء طنطاوي 

                  ضياء النفوس

IMG_%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A1%25D9%25A3_%25D9%25A1%25D9%25A9%25D9%25A0%25D9%25A7%25D9%25A0%25D9%25A0


قصة إجتماعية تطالع الأحداث الجارية لما يجري من إهمال دائم لصعيد مصر من خلال أسرة فقيرة تعمل بالزراعة ولا تملك أرضاً وتسكن محافظة سوهاج وهي اكثر المحافظات فقراً ، فلا مشروعات تنموية بها ولا شركات كبيرة  تستوعب الأيدي العاملة المعطلة بتلك المحافظة ولا قطاع أعمال بها ،

وتدور أحداث  القصة  في الفترة من عام ١٩٨٠ الي عام ٢٠٢٠  حول رب الأسرة ( عتريس) وزوجتة ( سعدية) واولاده  هم ( يونس) اكبر اولادة  ثم أربعة بنات هم (صباح وسعاد وسعدية وسعيدة)  ثم ( جمال) آخر العنقود  ويعمل الأب أجير ومصاب بفيروس سي ، وقد تجاوز الخمسين من عمره ومازال يعمل أجيراً باليومية لسد حاجة اولاده الخمسة وذلك بعد أن تزوج ابنة (يونس) وسافر الي( القاهرة) لضيق أبواب

 الرزق بالمحافظة ، وكان يونس هذا وهو الابن الاكبر في  الأسرة،  عنيف مع ابوية واخوتة ، شديد الحرص لدرجة البخل وربما  بسبب الحالة الاجتماعية التي يعيشها معظم أبناء المحافظة الا من رحم ربي  ،

 

اليوم حصل الإبن الاصغر (جمال) علي دبلوم تجاري وكان يساعد ابية بالعمل عند أصحاب الأراضي ومازال كذلك واقفا مع ابية بعد أن تركهم اخية وهاجر للمدينة 

ولكن تزداد حالة الاب سوءاً ويصبح جمال هو العائل الحقيقي لتلك الأسرة رغم نعومة أظافره ولكن نعومة اظافرة لا تنفع مع اسود الوادي وهم أبناء الصعيد فهو رجل منذ ولادتهُ ،

كان (جمال) يتابع الحركة بقريتة  وهو إبن العشرين عاماً ويشاهد المشاكل التي قد تصل الي درجة القتل من أجل حفنة جنيهات وكذلك كان يشاهد مواقف كثيرة كان يتعرض أصحابها لمشاكل من أجل بضع جنيهات أو أقل من ذلك ، وكان جمال ابن محافظة (سوهاج) وهي الأشد فقراً علي مستوى محافظات الجمهورية يحزن كثيرأ لما يشاهده  في محافظتة ومع جيرانة ،  ولكن كان يتمني  لو أن الله سبحانة وتعالى يعطيهِ ويمنَّ علية بالثروة ليجعلها لأبناء محافظته من الفقراء والمساكين وأولهم أهل بيتهِ وجيرانهِ وأهل قريتهِ التي لم يدخلها الغاز أو الصرف الصحي حتى إنتهاء الالفية الثانية ،

وكان يجلس مع نفسه كثيراً متمنياً أن يعطيهِ الله سبحانه و تعالى من فضلة كي يكون خادماً للفقراء ، كذلك كان يدعوا الله سبحانهُ وتعالى في ختام كل صلاةٍ أن يجعلهُ الله سبحانهُ وتعالى ، جنداً من جنوده ِفي الأرض، وكان ينظر الي أهل قريتهُ علي أنهم اهلهُ وبالرغم من وجود ضغائن بين أفراد القرية الا انهُ كان له إجابة واحدة علي الصراع القائم بين الأفراد بعضهم بعضاً فيقول لهم :

" الا يكفيكم ما نحن فيهِ من فقر وتخلف ، فلا يصح أن تكونوا انتم والدنيا علي بعضكم البعض ، ويكفينأ ماتفعلة بنا الدنيا" 

، فكان مسالم مهادن دون ضعف أو إستكانة لأحد، 

احوالهُ العامة ،

كان يعمل أي عمل بحرفية عالية رغم عدم تخصصة ، فهو فلاح يعمل في الأرض ومنادي سيارات وتباع علي سيارة نقل في المحاجر وعامل في مجال المعمار ،

ولكن عندما اْشتد بهم الحال وطال مرض أبيهِ وكان يأخذ معظم أجر عملهِ اليومي ونعلم أن لدية أربعة اخوة بنات تزوج منهم إثنين ، الأولى حالتها ميسرة بعض الشيئ ،

والثانية تعيش في حالة من ضيق الرزق ولكن العين بصيرةً والأيد قصيرة والحال من بعضه ، فكانت أخوة اللاتي  لم يتزوجن بعد يزوروا أختهم ميسورة الحال وكانت أختهم تعطيهم قدر المستطاع حتي انكشف أمرها أمام أم زوجها وتوقف هذا الباب واغلق والا فالابنة مهددة بالطلاق لو تكرر هذا المشهد مرة اخري ،

فكانت الأمُ بعد ذلك تخرجُ للاسواقِ تطلب من بائعي البقالة والعلافة  قبضة أرز من أجل الدجاج مجانأً وكانت تجمع ما حصلت

 عليه اخر النهار لعمل طبق أرز لأولادها الثلاثة وزوجها المريض ، لأن ما يأتي بة جمال الابن الاصغر يصرف علي ثمن حقنة لابية في اخر الليل ،

فكانوا في دهرأ لا يلين  لهم ابدأ وكل يومأ أشد مما سبقة حتي اضطر جمال الي أن يعمل بالمحاجر بمحافظة المنيا وكان يعود لهم اسبوعيأ بمبلغ خمسمائة جنية وهذا الرقم  كان رقمأ  فلكيا بالنسبة لهم جميعا ،

وكانت ملابسهم جميعأ البنات أو الاب والام وجمال   كانت ملابسهم رثة وبالية جدا ، ولكن جمال طيب النفس والقلب ، لم يشتري لنفسة  شيئا وبادر بشراء جلباب جديد لابية وكذلك امة واخوتة  البنات ، وكان في كل اسبوع يأتي إليهم بوليمة يجتمعوا عليها وتنتهي بالدعاء لة بالخير والبركة من اخوتة البنات وابوية،

وقد ظنوا أن الدهر قد لأن لهم وخاصة أن الوالد اصبح يشعر بشيئ من التحسن ،

ولكن قدر الله نافذ في كل خلقة ولصالح خلقة ولكن أكثر الناس لا يعلمون،

حتي عاد جمال ذات يومأ نهاية الأسبوع من محاجر المنيا وإذا بخبر وفاة والدة يقابلة علي لسان احد جيرانة من اول القرية

فيدخل جمال البيت وسط ذهول شديد ويتجة الي حجرة والدة ويجلس علي فراش كان يفترشة علي الارض في برد الشتاء القارص  حيث لاسرير لهم ، وجلس يتشمم فراش ابية ويبكي أشد بكاء علي ينبوع الحنان الذي نضب من بين أيديهم دون أن يشعرون ، يتجول في الحجرة بناظرية فيجد اخوتة البنات الأربعة من حولة وامة ينظرون الية بنظرات الحسرة والمواساة ، يأخذهم جميعأ في حضنة وتتعالي اصوت النحيب المخنوق بقطرات الدمع الحزين ،

ويطول الصمت بعد أن عرف أن اباة توفاة الله في نفس اليوم الذي سافرت فية الاسبوع  قبل الماضي وقد أرسلنا خطاب لأخيك ولم يحضر أو يرد بخطاب ،

يخرج خارج الدار ليجلس علي مسطبة اعدت للجلوس عليها أمام الدار وهذا عهد أبناء الريف والصعيد الكرماء ، ولكن لن يأتي أحدا لتقديم واجب العزاء بعد خمسة عشرة يومأ والجيران قاموا بعمل اللازم في تجهيز المغفور لة ، ثم لأنهم لاعصب لهم أو نسب قوي والصعيد يعتمد علي العصبية القبلية قبل كل شيئ ولكن يقف دوما خلف الضعفاء والفقراء لذا لن تجد بالصعيد دار مسنين أو دار كفالة يتيم رغم

الفقر المدقع الذي يحاصرة الا انة يتعاون ويتكافل الفقراء دون طلب من الدولة بمد يد المساعدة ،

وتطلب أمة منة طلب صعبا وشديد علي نفسة وهو السفر للقاهرة للبحث عن اخية وطلب مساعدتنا أو إيجاد عمل مناسب لك هناك ، ويرد جمال علي أمة قائلا وكأنك  لا تعلمين من يكون ابنك يونس وانتي تعلمين كم هو بخيل وحريص علي عدم زيارتنا منذ هاجر للقاهرة مع زواجة منذ خمسة عشرة عامأ تقريبا ولم يفكر في زيارة أمة أو ابية المريض للاطمأنان عليهم أو علي اخوتة ، فهل سيرحب بي أو يلقي بي في الشارع ، تقول أمة ولكن حاول وجرب ياابني لعلها تكون رحمة أو باب من أبواب الخير ، يعطي جمال أمة مامعة من مال ويوصيها، اخوتة البنات ويحتفظ لنفسة بمبلغ مائة جنية وكان ذلك

 ↩️ تقرأ الآن : رواية ضياء النفوس للمفكر : أ / علاء طنطاوي 

عام ١٩٨٥ وينطلق للقاهرة مختبأ بين عربات القطار كي يوفر ثمن التزكرة التي قد يحتاج أن يأتي بثمنها برغيف خبز أو طعام  لاحد اخوتة البنات ، ويصل للقاهرة وتبدأ رحلة البحث عن عنوان إقامة اخية يونس ، وأين تقع سراي القبة ويسأل ويسأل حتي يصل الي عنوان اخية في ساعة متأخرة من الليل تجاوزت الثانية عشرة ليلأ فعلم أن اخاة يعمل سائس لجراج العمارة وهو يسكن في حجرة مساحتها ٣ متر مربع وعندة من الزرية ٦ أبناء كلهم ذكور ، جمال يطرق باب الغرفة ويأتي الرد من داخل الغرفة مين الجحش ولد الجحش اللي بيخبط علي الباب ، ويسكت جمال ولا يرد لانة يعلم أن اخاة هذا سليط اللسان سريع الغضب   فياتي السؤال مرة اخري،  رد يابهيم مين اللي برة ويفتح الباب وهو يكمل ارتداء جلبابة ويتعجب حيث شاهد اخاة الاصغر الذي لم يراة منذ أكثر من خمسة عشرة عاما فلقد

 ترك البلد وجمال عمرة عشرة سنين والآن جمال عندة خمسة وعشرين عاما ويقول مين جمال اية اللي جابك يا ولد الرفضي انت اية اللي جابك يا ولد الفرطوس ويرد جمال اللي جابني أن الفرطوس مات رحمة الله علية ، ابوك مات يا يونس ولم يتعجب يونس ولم تبدو علية علامات الحزن أو التأثر بوفاة ابية بل بادر بقولة اهو ريح واستريح من مرضة ، وانت جاي لية انت حاسب اللي بيجي مصر بيعبي، بالكوريك ويغرف فلوس في ذكايب ويرحل ، كان غيرك  اشطر ، انت تبات في عربية من تلك العربات وتصبح تولي  من الصبح بدري وتقبل وتعود لامك وتقول لها انا فايت يونس وعيالة مش لاقين  لقمة  ، ولم يسألة أن كان جائع ام لا أو حاول دعوتة للغرفة أو تقديم أي شيئ لة  ،

 

تمر تلك الليلة علي جمال وكأنها دهرأ وهو يكرر الله يسامحك ياامي وانتي عارفة مين هو ابنك يونس ، ولكن في الصباح وقد تجاوزت الساعة الثامنة صباحا وإذا بيونس يفتح باب السيارة وينهر اخاة جمال بشدة بقولة ، انت لسة قاعد هنا بتعمل اية  هو انا مش منبة  عليك تسافر من بدري ، قوم يلا ويأخذ في دفعة الي الامام وجمال كل أشياء مبعثرة علي الارض حيث أن الليلة كانت شديدة البرودة وقد أخرج بعض متعلقاتة من الشنطة في محاولة منة لكسب شيئ من الدفئ داخل السيارة ، ومازال يونس يدفع في اخاة جمال الي الامام  ، وجمال يمشي ويتعثر ويقع علي  ركبتية كي يجمع  ما سقط من حقيبتة  وذلك حتي وصل أمام مدخل العمارة  ثم أخذ يونس يعنف في اخاة جمال بقولة انت عارف لو شوفتك هنا تاني لاقطعك  اربأ  ثم انصرف داخل جراج العمارة ومازال جمال يعدل من ملابسة ويلملم ماتبعثر في حقيبة  قديمة كان يحمل فيها بعض ملابسة ، ثم جلس علي الرصيف المقابل للجراج الذي يعمل فية يونس اخاة وكان يجلس في البلكون بالدور الثاني للعمارة التي يمكث فيها يونس لواء قوات مسلحة متقاعد اسمة حسام بيك وقد لاحظ كل ما حدث لجمال وأخذ في متابعة  تصرفاتة وجمع اشيائة المبعثرة ولكن جمال مازال يبحث عن شيئ مفقود ولم يجدة  ، إلا وهي المائة جنية التي قاتل في سفرة للقاهرة من أجل الاحتفاظ بها وهو الآن يريد أن يدخل الجراج مرة اخري من أجل البحث عن مالة في السيارة التي كان نائما فيها لعلة فقدها داخل السيارة ، وإذا باخية يونس يخرج وهو يسب ويلعن في جمال بقولة ياض ياابن ال،،،،،،،،،،،، انت جاعد عندك بتعمل إيه  ولية مغرتش في ستين داهية من هنا وكلاً منهم يقف علي الحافة الأخرى للرصيف في الشارع  فيقول (جمال) 

 فلوسي وقعت مني ، ممكن ادخل اشوفها في العربية اللي كنت نايم فيها وإذا بيونس يعبر الطريق ويهجم علي اخية جمال بالضرب والسب ويمنعة من دخول الجراج وإذا بحسام بيك يقفز من مقعدة في البلكون مناديأ علي يونس ومحزرأ لة أن يتوقف عن السب بألفاظ نابية لرقي المنطقة التي يسكنها ويتوقف عن ضرب اخية فورا ويأمر يونس أن يدخل الجراج كي يبحث عن مال اخية الذي سقط منة في السيارة ، ويلتزم يونس بالأمر لانة يعرف جيدأ من يكون حسام بيك ولكن يعود بعد قليل وحولة ثلاثة من ابنائة مابين الثماني سنوات والاثني عشرة عامأ  وهو ساخطا ويقول لم نجد شيئ هذا الولد كذاب ذي ناسة وقبل أن ينفي جمال تهمة الكذب عن اهلة وإذا برب العزة يجري الحق علي لسان ابنة الاصغر سنأ فينطق ويقول لا انت وجدت الفلوس في أرضية السيارة وبتكدب علية لية أعطى لة مالة وهنا يقول

 حسام بيك عايز اية اكثر من هذا أعطي أخاك فلوسة ، وهنا تتثمر أقدام يونس في الأرض حزنأ علي فقدة لهذا المبلغ وليس خجلأ من احد ثم يخرج المال من جيب جلبابة ويقول لة  اذهب ولا اريد ان اراك هنا ابدأ وعد الي امك حالا ولكن حسام بيك هو صاحب العمارة التي يسكن فيها بالدور الثاني ، ينادي علي جمال ويقول لة اطلع ياابني تعالي قولي حكايتك اية وهنا يصرخ يونس ويقول مفيش حكاية يطلع فين يابية دا واد بايظ وتلفان وسيعود لامة في الصعيد حالأ وينظر لاخية وهو يشطاط غيظأ وهو يقول لة اخلع ياض من هنا قبر يلمك انت وناسك ولكن يعقب حسام بيك بقولة سيبة  يا ولد وخليك داخل عمارتك وبطل عيالك يعملوا مشاكل في الشارع بدلأ من ارحلك علي بلدك في ثانية ثم ينظر الي جمال ويقول لة اطلع ياابني ، يلملم جمال اشياءة المبعثرة منة ويصعد السلم في ثواني لعلها تكون رحمة من رب العالمين وهو متعشم جدا في ذلك ،

ينادي حسام بيك علي محمود السفرجي الخاص بة ويأمرة بقولة ، فية ولد طالع علي السلم الآن ومعة شنطة دعة يترك الشنطة خارج الشقة ويدخل بدونها وقبل أن يدق جمال جرس الشقة وإذا بالشيف محمود يفتح الباب ويأمرة بخلع حذاء وترك الشنطة أمام الشقة وجمال لا يرفض ولا يتعجب لانة شعر بأنة يقتحم عالم اخر غير العالم الذي كان يعيشة ثم يمشي في وسط الشقة وهي اكبر اتساعأ من ميدان الحي الذي يسكنون فية ويمشي امامة الشيف محمود حتي ينتهي بة المطاف فيجد نفسة واقفأ أمام حسام بيك بالبلاكون وكان حسام بيك يتناول وجبة الإفطار فوقف جمال امامة وقفة عسكرية معتدلة ووضع يدة بجانبة وذلك عندما علم انة يتحدث مع

 شخصية عسكرية قيادية وذلك اسعد حسام بيك جدا عندما لمح فية التقدير وكامل الاحترام لة وهو حقأ لة  ثم قال لة ، اية الحكاية ، فأخذ جمال يسترسل في عرض قصتة مع اخية وموت ابية وحاجتة للعمل من أجل الأنفاق علي أمة وشقيقاتة ومدي جحود وتنكر اخية لة ، فقال حسام بيك لة انت معاك بطاقة فقال نعم فقال اعطيها لمحمود ثم أمر الشيف محمود  أن يذهب لتصويرها من المكتبة المجاورة لهم وقال لة انت ستعمل عندي بواب للعمارة وستمسك الجراج أيضأ وبالعمارة ٢٥ شقة وستأخذ من كل شقة ١٠٠ جنية كل اول شهر وتأخذ ١٠ % من قيمة تحصيل بيات السيارات بالجراج  واضف الي ذلك ماستحصل علية من سكان العمارة نظير تقديم خدمات خاصة لهم ، اية رايك وهنا وصل الشيف محمود فقال حسام بيك رد الية بطاقتة واحفظ صورة البطاقة في

 دوسية واجعله علي مكتبي وخذ جمال وسلمة مفاتيح الجراج والغرفة التي سيسكن فيها  و اطعمة معك وجبة الإفطار بالطبخ، استلم محمود العمل ثم قام بمسح سلالم العمارة كلها كي يعلن للسكان بوجود البواب الجديد والذي يستحق الثناء المادي لمجهوداتة ثم قام بغسل جميع السيارات التي بالجراج ثم بدل ملابسة ولبس جلباب جديد وجلس علي اريكة البواب بمدخل العمارة ، وكل هذا ولم يتوقف تفكيرة لحظة واحدة بدخلة من عملة الجديد وكم سيكون دخلة في اليوم ومتي سيسافر الي أمة وشقيقاتة ليفرحهم بنصر الله وسترة  كل هذا واخية يونس يراقب هو واولادة وزوجتة كل تحركاتة وافعالة   والذي لم يهتم يومأ بتعليمهم ابدأ  ، وقد اثني سكان العمارة بالفعل علي جمال وادبة الجم واحترامة لجميع السكان وبعد مرور اسبوعين تقريبا استدعي حسام بيك جمال ليخبرة برضا السكان عن ادائة وحبهم لة ، ثم سألة هل تريد اجازة لرؤية امك واخوتك فاجاب بنعم ، فقال حسام بيك انت ليك مين في سوهاج غير امك واختيك فأجاب ليس لنا الا اختين ولكنهن متزوجات فقال حسام بيك واية رايك بدلأ من السفر كل شهر والمصاريف في المواصلات فلماذا لاتحضر أهل بيتك ليقيموا معك هنا حيث يوجد حجرة وبها حمام ومطبخ اعلي العمارة وكن انت بالحجرة التي بالجراج وكل شوية اطمئن عليهم ويكونوا بجوارك فرح جمال بهذا العرض فرحا شديدا كما سعد حسام بيك بقبول العرض من جانب جمال حتي لا تفقد العمارة الحارس الخاص بها أربعة أيام شهريأ  ، استلم جمال مفاتيح الشقة الجديدة التي ستسكن فيها أمة وشقيقاتة واجتهد في عملة حتي وصل بة الأمر انة احضر بعضأ من الورود من مشتل مجاور لهم  وقام بزراعتها كما أصبح سلم العمارة يتم مسحة اسبوعيا ، وكان يعد الايام حتي يكون عند أمة واخوتة ويخبرهم بالخبر السعيد وهو حضورهم معة الي مصر ام الدنيا ،

وينتهي الشهر ويستدعي حسام بيك جمال ويقدم لة راتبة في ظرف مغلق ويقول لة سافر اليوم علي أن تكون عندنا انت واهلك غدا كي تهتم بالعمارة وسكانها ، جمال يقدم الشكر لحسام بيك وينطلق الي غرفتة لتبديل ملابسة وعد المبلغ الذي هو بداخل الظرف وإذا بة ثلاثة آلاف وخمسمائة جنية ناهيك عن الدخل الشبة  ثابت لة من سكان العمارة  يوميا،

انة معة الان الكثير من المال حصل علية من سكان العمارة  طوال الشهر الماضي فما كان منة الا انة احضر منديلا ووضع بة المال الذي تقاضاه كراتب  وقام بربطة علي خصرة حتي يضمن وصول المال لاهلة بسلام ،

وانطلق يسابق الريح كي يصل لمحطة قطار الصعيد باحثأ عن رصيف رقم احدي عشرة ، فوجد انة باقي علي وصول القطار نصف ساعة فاحضر كمية من المأكولات وبمجرد دخول القطار المحطة قفز علي احدي الارفف المخصصة لحمل الامتعة ونام نومأ عميقأ واوصي احد ركاب القطار أن يوقظة قبل محطة سوهاج وقد فعل الرجل ونزل جمال من القطار واستقل الميكروباص الي العزبة التي يسكن فيها ثم نزل واستقل التوكتوك وعندما وصل الي البيت وجد أمة جالسة أمام الدار تنقي حفنة عدس كانت ستعدها لبانتها وشقيقاتة يجلسون بجوار امهم وكذلك يفعلن اليتامي ،يقفز جمال من التوكتوك معانقأ لشقيقاتة اليتامي ثم ينكب علي يد أمة فيقبلها وينام في حجر أمة وهو يقول لها أن لي وجع في ظهري واريد ان تعملي لي الرقية الشرعية ويدخلوا البيت فإذا مسحت أمة علي ظهرة من فوق الملابس وإذا بعقدة وتعجبت أمة فقال لها فكي الباقي فلما فعلت وسحبت المنديل وإذا بالمال في حجرها ،

↩️ رواية ضياء النفوس 

تبادلوا أطراف الحديث طوال الليل وهم سعداء جميعأ لسفرهم  الي مصر ام الدنيا وقامت البنات وجمعت امتعتهن ووصي جمال أن يحملن الضروريات وفقط ،

وعند وصولهم الشارع وكان جمال قد استقل تاكسي لامة واخوتة وإذا بيونس يقف هو وزوجتة وعيالة علي الجهه الآخري من الشارع والذي كان عرضة خمسة عشرة مترا فقط وقال لامة التي لم يراها منذ أكثر من خمسة عشرة سنة انتي ماشية وراء هذا الولد الاهبل العبيط واللي سيضيعكي انتي وبناتك ، انا ماليش كلام معاكم تاني خلاص ، فترد أمة بقولها لة أن الكلام مات من بيننا من زمن بعيد ،

يصعدوا الي الشقة الصغيرة الجميلة والتي هي مملكة لهم في القاهرة الآن لتفتح شقيقتة الصغري الثلاجة ولم يكن عندهم ثلاجة ابدأ وإذا بالثلاجة عامرة من فضل

 الله   لأن جمال قام بالتسوق وإعداد متطلبات البيت قبل السفر لإحضار أمة واخوتة ،

وقد عاشوا في هناء وسرور عدة أشهر واخاهم يونس يتربص بهم دوما ويراقبهم هو وعيالة المتسربين من التعليم ،

وذات يومأ يجد جمال سيارة بصندوق مغلق يطلق عليها سيارة ثلاجة تقف أمام العمارة وقد طال وقوفها حتي شك جمال في الأمر فذهب يسأل السائق عن حالة ،

وكانت المفاجأة،

الي اللقاء في العدد القادم الصادر يوم الثلاثاء بأذن الله ،

                الكاتب والمؤلف

         الأستاذ/ علاء طنطاوي،

تري ما المفاجأة التي تتوقعها عزيزي القارئ ، وهل هي واحدة من ثلاث امور،

١ تنظيم إرهابي يريد اغتيال حسام بيك ،

٢، عصابة تعد العدة لسرقة البنك المقابل للعمارة

٣، تدبير ما من يونس لتدمير اخاة  جمال

اكيد الفائز الاول لة جائزة وقدرها مائة جنية ،    مع خالص تحياتي ،

 ⬅️ الجزء الثاني من رواية ضياء النفوس 

كنتم مع الجزء الأول لرواية ضياء النفوس قدمتها لكم مجلة مجد مصر 

 

 ⬅️ رواية النهر المر الجزء الأول 

⬅️ رواية حوار مع الله 


 

Pages