الفهم الصحيح للإسلام - بقلم : أ / مراد دغيش - مجلة مجد مصر

السبت، مارس 13، 2021

demo-image

الفهم الصحيح للإسلام - بقلم : أ / مراد دغيش

 

سبق لي أن تطرقت إلى نفي العنف والأكراه في دين الإسلام وأنه لايكره أحداً على فعل شيء ولذلك فموضوع اليوم هو التسامح في الإسلام أن الدين الذي خير الناس في أتباع الديانات والمعتقدات المختلفة لايمكن أن يكون حاقداً أو حاملاً للشر فدين الإسلام من أفضل الأديان السماوية بل هو الوحيد الذي تجد فيه روح التسامح الديني فلم يعامل الناس بعنف شديد أو بتتبع أخطائهم كما يوجد في الديانات الأخرى بل أن التسامح هو أصلاً من أصول الدين الإسلامي الحنيف الذي عاش الناس في ظله سعداء فقد عاش الناس من مختلف المناطق ومن مختلف الديانات سعداء تحت ظل المسلمين وعدالة الإسلام التي أقرت لهم حقوقاً وفرضت عليهم وأجبات فاليهود عاشوا في عهد  النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ووقع بينهم وبين المسلمين كتاباً عرف فيما بعد بدستور المدينة أو بصحيفة المدينة كان من ضمن بنودها أن من دخل معهم من اليهود في العهد فلهم النصرة غير مظلومين ولا متناصر عليهم ،وأن للمسلمين دينهم ولليهود دينهم وأن النصرة بين المسلمين واليهود على من داهم يثرب وأن على المسلمين نفقتهم وعلى اليهود نفقتهم ماداموا في حرب العدو المشترك وأن من خرج من المدينة المنورة آمن ومن قعد بها آمن وأن لهم بذلك ذمة الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فأنظر كيف كان تعامل الإسلام والمسلمين مع أصحاب الديانات الأخرى فلا يمكن أن تجد روح التسامح في أي دين كدين الإسلام وكذلك عاش النصارى والمجوس في ظل الإسلام سعداء آمنين من كل سوء بعد أن كانوا مطاردين من حكامهم الأكاسرة والقياصرة والباباوات التي أحلت لنفسها أمتهان من خالفها في معتقدها وتسخيرهم للعمل مقابل القوت الضروري وأذلالهم بشتى الوسائل التي جعلت أولئك المستضعفين يلجأون إلى الإسلام الذي  ضمن لهم حقوقهم المشروعة وكرامتهم فروح التسامح الديني في عصرنا الحاضر والمستقبل يكفلها الإسلام لكل من يريد ذلك وأنما يقع البعض في الإسلام بسبب جهله بالإسلام أو بسبب فهمه الخاطئ الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة وأن الأتهامات التي توجه للإسلام وأهله لاتزيدنا إلا تماسكاً وأصراراً لتعريف الناس بدين الإسلام الحنيف الذي كفل حقوق البشرية كلها ودعاء إلى التسامح والتعايش السلمي بين الأمم

#المؤرخ_مراد_دغيش_الأرحبي

Pages