رواية ضياء النفوس - الجزء الثاني - للمفكر : أ / علاء طنطاوي - مجلة مجد مصر

الثلاثاء، مارس 16، 2021

demo-image

رواية ضياء النفوس - الجزء الثاني - للمفكر : أ / علاء طنطاوي

  مجلة مجد مصر تقدم : 

               الجزء الثاني من ضياء النفوس 

للكاتب و المؤلف : أ علاء طنطاوي 


IMG_%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A1%25D9%25A8_%25D9%25A1%25D9%25A7%25D9%25A1%25D9%25A8%25D9%25A5%25D9%25A2

               الجزء الثاني من ضياء النفوس ،

وعندما طال إنتظار السيارة أمام العمارة التي حارسها

جمال ، وقد كان سائق تلك السيارة في حالة من القلق

هو ومن معهُ بالسيارة وكانوا من حين لآخر ينظرونَ

في ساعةِ اليد ، فأقترب منهم جمال بحزر وسأل السائق

عن حالة فرد من كان يجلس بجوار السائق بسرعة وقال لة

تعالي لي من ناحيتي انا عايزك تقدم لي معروف وذلك قبل أن

يشرح حالة ، تعجب جمال لهذا القول ، واقترب منة بحزر

فقال الرجل ، انا اسمي الحاج سعيد ، مندوب مبيعات لشركة مواد

غذائية واريد أن اترك لك ٥٠ كرتونة لانشون وسيأتي رجل اسمة الحاج فوزي يأخذها منك بعد قليل واجعل البضاعة امامك ولن يتأخر عليك الحاج فوزي حيث اني في عجلة من امري ثم أخرج مبلغ خمسين جنية وأعطاها لجمال ، وبعد قليل يحضر الحاج فوزي ويستلم  البضاعة الملقاة علي الرصيف ، وكان اللواء حسام

بيك يراقب المشهد من البلاكون ، استمر هذا الوضع لمدة شهر تقريبأ ثم طلب الحاج فوزي من جمال انتظاره لسيارة اخري لمنتج البطاطس المجهزة ، وهنا استدعي اللواء حسام والذي خرج للتقاعد علي سن ٥٥ سنة وهو لسة شباب ورياضي  ماشاء الله ، استدعي جمال وقال لة ، اية رايك يا جمال بدلأ من أن تشتغل حمال وغفير تعالي نشتري بسعر التوكيلات وتبيع علي نفس الرصيف وافتح لك مقر إداري استقطعة من الجراج والفلوس معايا وانت بمجهودات الشباب ومن بكرة سنقصد الشركات الكبري ، وقد تحققت الفكرة وأشتروا من شركة المندوب سعيد بأسعار التوكيلات وهي أقل بكثير مما كان يشتري بها الحاج فوزي ، فأصبح سعيد المندوب بدلأ من بيعة ٥٠ كرتونة فقط أصبح يأتي يوميأ بسيارة محملة وكذلك شركات اخري كثيرة ، وقام حسام بيك بأحضار بواب للعمارة لانشغال جمال في شركة الاستيراد والتصدير ، كل هذا واخية يراقبة هو واخوتة ويعد عليهم أنفاسهم دون أن يشعرون بة ،

وأصبح لجمال حساب في البنك وهو مشارك في نسبة في الأرباح السنوية وذلك بعد أن خلع الجلباب وارتدي البنطلون والقميص والجواكت واحدث الموديلات ،

وذات يومأ وهو بمقر عملة بالدور الأول في العمارة وإذا بأختة الصغري سعدية مصابة بكدمة في عينها مع نزيف من أنفها وتطلب من جمال أخيها أن يرافقها لاعلي  العمارة ثم تري اللواء حسام وقبل أن يسألها عن حالها طلبت منة أن يرافقها هو ايضا ،

وفي الطريق التي الأسانسير يحاول أخيها معرفة السبب ولكنها ترفض التعليق بكلمة ، ينطلق الاسانسير ويتوقف بالدور العاشر حسب طلب سعدية ، ثم تتجه بهم ليس الي سطوح العمارة محل سكنهم بل اتجهت الي شقة الأستاذ شريف مدرس الانجليزي وهو لم يتزوج بعد وقد تجاوز الأربعون عامأ وقد عاد منذ فترة قليلة من إعارة لأحد الدول العربية واشتري تلك الشقة تمليك من حسام بيك ولدية رصيد بالبنك وقطعة أرض زراعية ارثا عن ابية ومستورة الأحوال معة والحمد لله ، ولكن نعود لأصل الحكاية واذا بسعدية تقتحم الشقة بضربها للباب بعنف ويدخلوا وإذا بالاستاذ شريف ممدد علي الارض غارقا في دماءة ، وقبل أن يسأل حسام بيك تقول سعدية ، هذا الكلب يعتقد اننا من البنات اياهم ونسي اننا أبناء الصعيد سلالة الإشراف،  واللي الشرف عندنا لايوزن بالمال ابدأ ، الأستاذ الغير محترم ، قابلني علي السلم  ، وانا نازلة أخذ الأسانسير و بيقول لي انا اراقبكي من فترة ومعجب بيكي ، قلت لة يعني عايزني قال لي نعم فقلت لة هيا بنا ودفعتة داخل الشقة وقد اعتقد انة سيفترسني ولكني اكلتة  اكلأ حتي يتأكد لة أن بنات الصعيد صنف تاني وغير بنات العالم كلة ، وهنا يقترب اللواء حسام ويقلب في الأستاذ شريف كي  يطمأن علية  ويقول لة بنظرة المعاتب صحيح هذا الكلام فيقول شريف وهو يتألم ويتكلم بصعوبة والله ماكنت اقصد الا معرفة رأيها في خطوبتي لها ولم اقصد أي شيئ غير طيب فأنا اعرف أخيها جيدأ وكنت اتمني ومازلت بل وذاد تمسكي بها الآن اكثر ، يقول اللواء حسام رتب أحوالك وانزل نتكلم في المكتب بعد ساعة ويأمر جمال أن يصطحب اختة الي منزلها وأن حقة محفوظ ولن يضيع حقها ، رغم أنها أخذت حقها بيدها وذيادة ،

وفي منزل جمال وهو مع أمة يعاتب اختة بشدة ويقول يا بنتي الراجل ربنا يسترها ولا يحدث لة مضاعفات كتربنة وخلافة  والام تحفذ البنت وتشجعها  وتقول أن لم تفعلي مافعلتية لكان ذبحك واجب علي يد  اخوكي  ، ويقول جمال لامة أن الأستاذ شريف رجل محترم وأن لم أجد اختي أخذت حقها  وذيادة لقطعتة اربأ ،

 

وبعد ساعة يأتي استاذ شريف معتزرأ لسيادة اللواء حسام وجمال ، ويتقدم لخطبتها رسميأ علي أن يكون الزواج خلال شهر من تاريخة ، ويتواعدو علي ان يكون اللقاء في شقة الحاجة والدة جمال لقراءة الفاتحة والاتفاق علي مراسم الزواج  وذلك بعد أذان العشاء اليوم ،

وتأتي ساعة اللقاء الحاسم لأسرة جمال اذا يأتي حسام بيك ومعة استاذ شريف مدرس الانجليزي ويدق الباب واذا بسعاد الأخت الكبري لسعدية والتي من الواجب خطوبتها ستكون الآن وينظر إليها اللواء حسام ويجن بها وهي قد تجاوزت سن ٣٤ عامأ وبعد تبادل السلام والتحية وإزالة سؤ الفهم نجد أن اللواء حسام يسأل جمال عن اختة أمام أمها وشريف وتأتي الإجابة بأنها غير مخطوبة ويعاجل اللواء حسام بقولة وانا اتقدم لخطبة الانسة سعاد  ولكن بدون ضرب وهنا تنفجر الغرفة ضحكأ  مع سعادة غامرة غطت أرجاء المكان، و تسكت سعاد ولكن عينيها أجابت اخاها بالموافقة والجميع يعلم قدر اللواء حسام  ، وقد اتفق اللواء حسام بأن الزواج سيكون خلال شهر وفي يوم واحد من زواج اختها الصغري ولكن يصر اللواء حسام بعدم تجديد أي شيئ من اثاث شقتة لأن الاثاث جاء من ايطاليا ويصعب إيجاد مثلة هذة الايام ، ويقدم مهر سعاد

 شقة علي مساحة ٢٥٠ متر يكتبها باسمها ويقوم بفرشها باحدث الاثاث ويقول هذة لامك واخوتك مهرا لكي حيث من العار أن تسكن حماة اللواء حسام فوق سطوح العمارة ،

يتم تحديد موعد الفرح باحدي القاعات الفخمة ويشترط اللواء حسام عدم مشاركة اخية يونس مراسم العرس ونكتفي بوجودة عند عقد القران وفقط  ،

ويستدعي جمال اخاة يونس لاعلامة بخير زواج شقيقاتة من علية القوم ولكن يونس يكابر ويقول لجمال بعت اخواتك للمصاروة هؤلاء لا يعلمون قدرنا وبكرة شهر والثاني ويطلجها ولكن جمال يخرج من الخزانة مبلغ الف جنية ويقول ليونس اشتري لنفسك لبس جديد وعايز وانت كبيرنا ونفتخر بك  تحضر عقد قران اختيك وانت وكيلهم ، ويفرح يونس بالألف جنية ثم يخرج جمال الفين جنية ويقول وهذا لملابس اولادك وزوجتك ،

يجن جنون يونس ويزداد حقدأ علي جمال إذ من اين كل تلك الملايين ويذهب ليخبر زوجتة سوداء القلب واولادها اللذين تم حرمانهم من التعليم لسؤ تصرفات إبيهم،

ويوم الفرح تأتي شقيقة اللواء حسام لحضور الفرح ومعها أبنتها سهام وهي زوجة شهيد بالقوات المسلحة لم يكتمل زواجها الا أشهر معدودة ، ويشاهدها جمال فيعجب بها ويسأل عنها خالها حسام بيك ، فيقول ولن اجد أفضل منك لابنة اختي ويتم الزواج أيضأ خلال ٣٠ يوم ، ثم يعزم جمال علي أداء فريضة العمرة مع أمة وزوجتة وقد  وأفق الأستاذ شريف وحسام بيك أن يكونوا معا جميعأ عند رسول الله ، (ص)

وعند العودة من العمر تخبر سهام زوجها جمال بأنها حامل ، وتزداد الفرحة بخير سعدية وسعاد أيضأ أنهن أيضأ في الشهر الثاني للحمل رغم زواج حسام بيك واستاذ شريف قبل جمال بشهر تقريبا ، ولكنها ارزاق، ويرزق جمال بابنة الأول وقد سماه ( (نضال) أما سعدية زوجة شريف فقد وهبها الله بطفلة كالبدرفي تمامة وسعاد زوجة اللواء حسام فقد رزقها الله بتوئم ولدان مثل القمر ، وتمضي الايام سريعة من عام ١٩٨٥ وكان نضال معلق بالزي العسكري فكان ابوة يشتري لة في كل عام باذلة عسكرية تختلف عن الآخري حتي أصبح عندة كل ملابس الأسلحة المختلفة للقوات المسلحة ، وكان يتمني ان يكون ضابط منذ صغرة ولكن والدة الحاج جمال كان يتمني ان يراة طبيب ،

وتمضي الايام سريعأ ويتقدم نضال لتحقيق أمنية حياتة أن يكون ضابطأ بالقوات المسلحة المصرية و قد تحقق املة بمساعدة  اللواء المتقاعد حسام بيك والذي بلغ من العمر الان ٧٥ سنة واولادة التحقوا بكلية الطب وابنة سعدية التحقت بكلية الهندسة ، واولاد عمهم مشردين بالشوارع بين بائع متجول ونصاب وفتوة ومسجون الخ الخ ،

يعود نضال بعد حفل التخرج ليقف امام ابية بالشركة مؤديأ التحية العسكرية لة ويتلقفة ابوة بشوق ويقبلة من يدة فيسبقة نضال فينكب علي ركبتية جاثيأ كي يقبل قدم ابية ثم يذهب لامة فيكرر نفس المشهد مع أمة ولكنها تنفجر في بكاء دون توقف حيث خافت علي فلذة كبدها أن يحدث لة ماحدث لزوجها الاول،

ولكن قدر الله نافذ في كل خلقة ،

الضابط نضال الابن المدلل للقوات المسلحة يلعب الخماسي الحديث وكافة العاب القوي من ضاحية وخلافة ويحقق أفضل المراكز دوما ولو ترقية استثنائية لبطولاتة، وشجاعتة واقدامة ،

ويحن جمال لأهل بلدة فيقرر أن يرفع عن كاهلهم الفقر بمشروعات تقتحم المحافظة فذهب مصطحبأ معة اللواء حسام لمقابلة محافظ سوهاج وعرض  علية إقامة بعض المشروعات ، فاعطاهم المحافظ مساحة عشرة آلاف متر لاختبار نواياهم فجمع في هذا المصنع اكثر من الف عامل بمرتبات خيالية بالنسبة لأبناء المحافظة  ولما تأكد المحافظ جديتهم تقدموا بطلب استصلاح ٢٠٠ فدان في الطريق الغربي للمحافظة ، فسلم المحافظ كل واحد منهم ٢٠٠ فدان ، وكانت القطعتين متجاورتين ولكن جمال استقطع من ارضة خمسون فدان ، فجعل لكل واحد من اخوتة واخواتة عشرة افدنة وذلك بعد أن قام بزراعة الا ض وتشجيرها بثمار المانجو والبرتقال وجعل لكل واحدة من اخوتة  البنات الاربعة باب علي الطريق العام وباب  يؤدي داخل العزبة كي يزداد الترابط والتماسك الأسري بين أبناء الجيل القادم وقد جعل لاخية الحقود هو وعيالة وزوجتة كذلك مساحة عشرة افدنة ولكن جعل لة باب علي الطريق العام ولم يجعل لة باب يؤدي الي داخل المزرعة  ، لإغلاق أبواب الشر لأنهم شر بلا ادني شك  ،

ولكن لم يتوقف يونس يومأ عن مراقبة اخية جمال والكيد لة ولاخواتة البنات ،

وهو الآن يدعي أن اخاة جمال ظلمة ظلمأ عظيمأ لانة اعطي البنت مثلة تمامأ ويعتقد خطأ انة كان من الواجب اعطائة عشرون فدان طالما أعطي كل واحدة من اخوتة الاربعة ، عشرة افدنة ، والآن يكرر أن اخاة جمال حقود يبغض عيالة وزوجتة ،

وكان اللقاء الأسبوعي للعائلة كلها يومي الخميس والجمعة داخل عزبة الحاج جمال ابو نضال فتفتح أبواب المزارع للاربعة ابوابها داخل عزبة اخيهم الحنون من لعب الأولاد بحمام السباحة مع إقامة حفل للشي علي الفحم مع توافر كل الاطعمة والماكولات وكافة المشروبات الحلال طبعأ،  وقد جربوا مرات عديدة خلط اخيهم يونس الحقود والبخيل معهم ولكن طبعة الحاسد هو وعيالة وزوجتة حال دون أن يندمج معهم ابدأ   ،

ونعود الي فكر الحاج جمال الذي خرج يومأ من محافظة سوهاج سيرأ علي الاقدام ووصل للقاهرة بين مسطح علي ظهر القطار أو هارب بين عربات القطار ليوفر ثمن تزكرة القطار لعل احدي اخواتة في حاجة الي رغيف خبز أو أي شي  اخر ،

فنجدة يخرج ذكاة مالة علي العزب الأكثر فقرأ وعمل علي مد خطوط المياة الحلوة الي قري كثيرة من مالة الخاص كما قام بشراء مقابر للعائلة ونقل جثمان ابية من مقابر الصدقة الي مقابر عائلة آل عتريس علي اسم ابية ، كما إقام اكبر مسجد بالمنطقة ،

ثم نجد اللواء حسام أصبح مغرم بالعزبة والريف وجمال الريف فعرض علي الحاج جمال أن يدير شركة الاستيراد والتصدير بالقاهرة ويترك لة إدارة شؤن العزبتين وقد اتفقوا علي ذلك وكانت سعاد ابنة جمال وصلت سن الزواج فتقدم لها ابن عمتها وهو ابن حسام بيك وقد  استمتع حسام بيك والحاج جمال باحفادهم بعد عدة شهور من هذا الزواج المبارك ،

ولكن نضال مازال يرفض الزواج ويقول مادامت أمامي مهام شاقة ،ومع الترقية الاستثنائية وصل الي انة اصغر نقيب قوات مسلحة علي مستوي الجيش المصري كلة علما بأنة كان الأول علي دفعتة وهو طالب ،

ثم يأتي نقلة الي سيناء وكان يأتي الي سوهاج ويسهر مع الحاج جمال والدة ويحدثة انة تقابل مع جنود من عزبة كذا وعزبة كذا وفعلت معهم الخير من أمدادهم بالمال أو رفع الظلم عنهم أو إعطائهم إجازات، حتي وصل صيت النقيب نضال وطغي علي كل مايفعلة الحاج جمال من خير وكان هذا الأمر يسعد كل أفراد العائلة ولا يحزن الا أبناء يونس وزوجتة وفقط ،

حيث وصلت درجة الحقد الدفين في نفوسهم المظلمة  بظلمهم لانفسهم والناس اجمعين حيث لم يسلم من شرهم احدأ قاسي كان أو داني ، فلقد زرع الحاج جمال لهم الارض ولم يسلمها لهم الا وهي يانعة ومثمرة فلم يكتفوا بثمار العشرة افدنة فكانوا ينتظروا اسدال الليل استارة ويهجموا علي مزرعة الحاج جمال لسرقة ثمارها ليلأ ولما اكتشف الغفر الأمر قاموا بإبلاغ الحاج جمال الذي أمر وفي سرية تامة وضع كاميرات مراقبة لمعرفة من يقتحم العزبة ويسرق ثمارها ، وقد اتت الكاميرات بالخبر اليقين من اول ليلة ، أن اللصوص هم أبناء اخية يونس ،

فقام الحاج جمال بعمل سور من السلك الشائك حتي يتثني لة إقامة سور من الحجر الرملي ، ولكن تمرض ام الحاج جمال والتي تجاوزت التسعين عاما ولبت نداء ربها ، فتلقي  الحاج جمال الخبر وهو صابرأ محتسبأ ، وكان ابنة فلذة كبدة وثمرة فؤادة  نضال لة فترة منقطعة اخبارة في سيناء ، وبذلك نكون قد وصلنا الي عام ٢٠٢٠ وكانت العمليات في محاربة الإرهاب بسيناء علي أشدها ، وكان هذا الأمر يجعل الحاج جمال في حالة من الهم والغم حتي جاء خبر وفاة أمة فانساة انشغالة علي ولدة الوحيد بعض الشيئ

ولكن بعد أن نزل الحاج جمال لوضع أمة في قبرها وتوديعها وإذا وبعد خروجة من القبر بمجموعة قيادات القوات المسلحة تقف منتظرة أن تقدم لة واجب العزاء ، فظن أنهم اتوا لتقديم واجب العزاء في جدة الكابتن نضال ولكن والحمد لله دوما وقبل أن يتقبل الحاج جمال العزاء وإذا بعميد بالقوات المسلحة يقول للحاج جمال ، شد حيلك في بطل الابطال نضال ابنك  وهو حي عند ربة لن يموت ابدا ، فيسترجع الحاج جمال ويقول ان لله وان الية راجعون ، وكان السكينة نزلت علية من رب العالمين ، وكان نضال في حربة علي الإرهاب بسيناء بطلأ مغوارأ وكان يعمل بسلاح الاستطلاع وقد إرهق العدو كثيرأ وشتت اوصالهم لذا كان مطلوب بالاسم وقد اعدوا  لة كمينا هو وفصيلتة وحاصروة حتي تأكدوا من استشهاده وفروا هاربين وذلك بعد أن إصابتة ببضع وعشرون طلقة في أماكن متفرقة من جسدة  بعدها نادي الارهابيين علي بعضهم البعض، لقد قتل نضال الذي اعيانا كثيرأ هيا بنا ، وهنا يتعلق نضال وهو في انفاسة الاخيرة بزميل لة ويقول اذهب لابي واجعلة يسامحني  لانة كان يخاف علية من الكلية الحربية وكانة شهد مصرعي هذا قبل مولدي ، وانا وأن كنت من أهل الجنة ، الا انني اري اني عاق لابي لاني سأكون سبب حزنة في الدنيا فقفوا ببابة ولا تتركوة حتي تتأكدوا انة غفر لي وسامحني ودعا لي بالخير ، ثم ألقوا علي امي السلام واخبروها أن تقدم جميع البدل  العسكرية التي كانت تشتريها لي وانا صغير وأن تقدمها هدية لجميع أطفال سوهاج حتي يعلم الجميع أن هذه الارض ولادة ولن تتوقف ابدأ عن العطاء ، وقالها، لا آلة الا الله ونظرة شاخص في جوف السماء ، وهكذا كانت نهاية بطل الابطال نضال المناضل في زمن عز فية المناضلين الاحرار ،

يعود الحاج جمال ولا يدري بنفسة الا وهو واقف أمام النعش المسجي فية جثمان الشهيد ابو الابطال نضال المناضلين،

فيكشف الغطاء ليلقي نظرة الوداع علي فلذة كبدة وثمرة فؤادة نضال بطل الابطال ، وكانت أعين الشهيد   مسبلة أي مغمضة وعندما كشف الكفن عن وجة نضال وإذا بأعين نضال وقد فتحت وانسأل منها الدمع وكأنة يترجاة في شيئ ما ، هنا أخذ يكررها سامحتك سامحك والله سامحك بس سامحني انت ، حرام عليك ابوك تعمل فية كدة ، الحمد لله وان لله وان الية راجعون ، ويتقدم أفراد من القوات المسلحة لحمل جثمان الشهيد والنزول  بة الي القبر ولكن الحاج جمال يرفض أن يكون معة احدأ غيرة  ، فينزل القبر ويفكك عنة بعضأ من الضمادات ليقبل جينية الطاهر ثم يتمدد الي جوارة قليلا داخل القبر ثم يقوم  ويقف علي القبر ويقول لة لقد جاء دوري الآن أن اقدم لك انت التحية العسكرية ، وهنا يخلع سيادة العميد قائد الركب الكاب الخاص بة ويعطية  للحاج جمال حتي يؤدي التحية العسكرية كما يجب أن تكون ، لقد حزنت محافظة سوهاج كلها علي ابنها نضال ، واليوم لم يقف الحاج جمال مكلوم في أمة وفقط ، بل في ابنة أيضأ فأي صابرأ هذا وأي رجال هؤلاء أهل سوهاج ، وفي المساء جاء الي صوان العزاء الذي كان علي مساحة عشرة افدنة جاء اكبر المقرأين وحضر وزراء ورتب عسكرية عليا ولكن بعد انقضاء العزاء يذهب الحاج جمال للقصر معزيأ زوجتة الحنونة ام نضال ويخبرها بطلب نضال أن تتبرع بجميع البدل العسكرية التي كان يحتفظ بها في صغرة الي أبناء سوهاج الابطال،  وهنا تقول الآم يعني مش عايز حتي بسيب، لي اي  حاجة من رائحتة وتبكي بحرقة  ثم يتركها الحاج جمال ويذهب للجلوس بحديقة القصر أمام حمام السباحة ليتزكر كيف كان نضال يسبح هنا ويقفز هنا ويلعب هنا وهو بين النائم واليقظ ،

 وتنتقل معك عزيزي القارئ الي يونس واهلة وهم كتلة من الحقد الاسود لم يذهب منهم احدأ لاداء أو تقبل العزاء في الجدة أو البطل نضال ،

بل أنهم يخططون بقيادة الزوجة الحقودة  حيث قالت الولد الذي كان يمنع الارث مات اليوم ولو مات جمال لكان لنا هذا القصر وكل الارض وستطرد منها البنات بسهولة ،ولابد من الطرق علي الحديد وهو ساخن ولابد من تنفيذ الضربة اليوم  وكما علمنا مسبقا أن يونس كان عندة ٦ اولاد الآن اثنين منهم في السجن وواحد طفشان والباقي ثلاثة فقط خططوا مع ابيهم لقتل عمهم ،

فقفزوا من فوق السلك وتتبعو  الخطي ومع كل واحد منهم سكين وكان معهم والدهم الذي هو علي شفا حفرة من الموت ولكن لن يتعظ لأن شهوات الدنيا استحوزت علي قلبة الاسود ،

وكان الحاج جمال يراجع أحداث ذلك اليوم ويتعجب لموت أمة وابنة في نفس اليوم ، ويقول ، انا لله وان الية راجعون ،

ومازالت الدنيا تأخذة تارة الي طفولتة المشردة وتارة اخري الي الأحداث الدامية المتعاقبة والسريعة وكأنة خارج اليوم من الدنيا ولابد من القصاص من كافة ذنوبة اليوم علي وجه الخصوص،

وفجأة وقد أوشك أن يصدع الأذان بفجر يومأ جديد وإذا بيونس يقف أمام اخية الحاج جمال الذي كان يحسن الية دوما ، ولكن يونس الحاقد غير كل البشر ولا يرحم  احدا ،

ويقول لاخية الحاج جمال مش كفاية لحد كدة ، وقبل أن يستفسر الحاج جمال عن تلك العبارة إذ يقول لابنة الأكبر،  خلص علية ياولد،  وينقض الابن الاكبر علي رقبة عمة الحاج جمال ، والحاج جمال لم يقاوم وكأنة أراد الخلاص من تلك الحياة ، فقبض الولد إلعاق علي رقبة عمة وكان الحاج جمال  مبتسمأ وذبحة الولد إلعاق كما يذبح الشاة ، وفروا هاربين وما ترك الحاج جمال شيئ بعد رحيلة الا تلك البسمة والتي كلها عتاب،  فلا ندري العتاب علي من ، علي الزمان ام علي الاهل ام علي الناس اجمعين ،

اختبئ يونس وعيالة في مزرعتهم التي وهبها لهم المرحوم جمال وهم يراقبون الأحداث من بين أشجار المزرعة وبعد ساعة تقريبا تم اكتشاف الحادث وجائت الشرطة  وتأمر بتفريغ الكاميرات وقبل عمل أي تحريات تم محاصرة المزرعة والقبض علي يونس واولادة الثلاثة وتمت محاكمتهم ووجهت لهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ولكن وبما أن الحقد يأكل صاحبة ، أقر يونس علي زوجتة أيضأ طمعا في  تخفيف الحكم من الإعدام الي المؤبد ولكن شملهم الحكم جميعأ بالإعدام شنقأ ، وعادت المزرعة الي ورثة الحاج جمال  وهي السيدة سهام  ام الشهيد نضال فتبرعت  بعشرة افدنة اخري عليها للمحافظة وتم إنشاء مجمع مدارس بالقري المترامية بالبر الغربي وكذلك مستشفي ومجمع خدمات ،

فلقد عاش جمال صاحب الروح الطيبة المشعة نورأ وهدي ورحمة ، ومات وجاء للمحافظة انوار مشعة لابنائها بعد رحيلة  ويسبب موتة وهو يستحق بكل جدارة نيل لقب صاحب النفس المضيئة ، وأرجوا الا اكون قد أثقلت علي عزيزي القارئ لأن القصة من واقع المجتمع المحلي والعالمي ولكننا احيانأ كثيرة نرفض نقد أنفسنا بواقعنا المرير ، نعم في مجتمعنا اخوة متشاكسون ومتناحرون مثل يونس وأيضا يوجد اخوة متحابين بالله مثل جمال وباقي اخوتة ، كما يوجد الخير والشر في كل المجتمعات ،  

ويبقي شيئ اخر الا وهو علاقة الإنسان مع ربة ، وهنا يكمن اخر سؤال لابد من طرحة وهو ، ماهو موقف المجتمع من نهاية جمال واخية يونس ، وما موقفهم يوم القيامة أمام الواحد الديان،  الذي لا يظلم مقالة زرة ، فهل بستويات مثلأ ،

فيدماء نضال الزكية نم تطهير ارض سيناء الحبيبة من الإرهاب،  وبدماء والدة جمال تم إنشاء اكبر مجمع مدارس ومستشفي ومركز تجاري يخدم أبناء المحافظة ، فهؤلاء ماتوا كي تحيا اجيال تلو اجيال من بعدهم علي المحبة والخير والسلام،   تمت القصة بحمد الله                           مع خالص تحياتي لجميع القراء

                    والي اللقاء في عمل جديد هادف لخدمة المجتمع

                 الكاتب والمؤلف ا/  علاء طنطاوي ،

 

 

 

 ___________________________

 

⬅️ الجزء الأول من رواية ضياء النفوس  

 

 

 

 

 

Pages