التراث الفكري الإسلامي :
من المعلوم لدى الناس جميعا إن التراث الفكري هو الذي يمثل الأمة ويجعل لها مكاناً بين الأمم الأخرى ولا مكان لأمة لاتمتلك التراث الفكري والثقافي الذي أن ملكته وحافظت عليه فسيرفع من شأنها بين الأمم وأما إذا لم تكن تمتلك تراثاً فكرياً فلا مقام لها فالعبارة التاريخية تقول من لاماضي له لاحاضر له ومن لاحاضر له لا مستقبل له والأمة الإسلامية ولله الحمد تمتلك أكبر وأعظم وأفضل تراث فكري أستفادت منه كل الأمم ولا يمكن لأحداً أن يجحد هذا ففي مجال الطب كان للمسلمين أسهامات كثيرة وأبدع فيه عدداً من العلماء المسلمين كأمثال أبو بكر الرازي وابن سينا وابن النفيس وغيرهم ولكن يبرز دور الرازي وأسهاماته على غيره إذ يعد كتابه الحاوي في الطب من أعظم المراجع التي لم يزال البشر يعولون ويعتمدون عليه حتى يومنا هذا فعلماء الغرب لم يساعدهم على تطوير قدراتهم الطبية والعلاجية مثل كتاب الحاوي للرازي هذا في مجال الطب أما مجال الكيمياء فكان للمسلمين أسهاماً كبيراً جداً حيث أن مؤسس علم الكيمياء عالم عربي مسلم وهو جابر بن حيان الطائي حتى أن البعض يطلق عليه أسم أبو الكيمياء والبعض كان يسمي الكيمياء صنعة جابر ولقد برز في مجال الكيمياء غير جابر بن حيان أيضاً مثل ابن سينا وابن الهيثم وغيرهم وأما في مجال الفلسفة فكان للمسلمين أسهاماً كبيراً وكان من أشهر علماء المسلمين في الفلسفة الكندي والفارابي وابن سيناء والهمداني وغيرهم من العلماء وأما في مجال الرياضيات فبرز من المسلمين عدة من العلماء كان من أشهرهم محمد بن موسى الخوارزمي مؤسس علم الجبر والمقابلة ومنهم أيضاً البيروني والكرجي والمغربي وأما في مجال الميكانيكا فمؤسس هذا العلم عالم مسلم وهو ابن خلف المروزي الذي يعرف بأبوا الميكانيكا وهو أول من صنع آلات الرصد وكذلك أشتهر في هذا المجال ابن يونس مخترع الساعات الدقاقة وكذلك عبدالرحمن الخازن الذي أخترع ميزان لوزن الأجسام في الهواء والماء وأما في مجال الفيزياء فأشتهر عدداً من علماء المسلمين منهم ابن الهيثم الذي درس ظاهرة الضوء ووضع قوانين الانكسار والانعكاس وأشتهر أيضاً البيروني وأما علم الفلك فأشتهر عدداً من علماء المسلمين واعظمهم إبراهيم الفزاوي أول من صنع الاسطرلاب وأشتهر أيضاً البوزجاني والبتاتي وأما في مجال الجغرافيا فأشتهر عدداً من علماء المسلمين وأشهرهم الحجاج بن يوسف بن مطر مؤلف كتاب المجسطي والخوارزمي وابن خرداذبة وهو أول من وضع خريطة كاملة لطرق التجارة ومنهم أيضاً ابن حوقل والمقدسي والهمداني والأدريسي وغيرهم وأما في مجال التاريخ فكان للمسلمين أسهاماً كبيراً ومن أشهر علماء المسلمين المهتمين بالتاريخ عبيد بن شرية الجرهمي اليمني وابن جرير الطبري وابن الوردي وابن واضح اليعقوبي وابن خياط العصفري وابن الأثير الجزري وابن كثير والذهبي وابن عساكر الدمشقي وبن خلدون الحضرمي وغيرهم كثير وأما في مجال العلوم التربوية والنفسية فأشتهر عدداً من علماء المسلمين منهم محمد بن سحنون بن حبيب صاحب كتاب آداب المتعلمين وكذلك كان منهم ابن القابسي المعافري وأبو حامد الغزالي صاحب كتاب أحياء علوم الدين وغيره من العلماء المسلمين الذين كان لهم الفضل في القرون الماضية والوسطى وحتى عصرنا هذا في نشر الفكر الإسلامي وأستفادة البشرية كلها منه وأذا كان هذا هو تراثنا الفكري الإسلامي بحجمه الهائل وكمه الكبير فلم نستفد منه نحن كما أستفاد الغرب منه ولم نحافظ عليه كما يجب علينا بل أننا نجد أغلب تراثنا الإسلامي الكبير قابعاً في مكتبات الغرب ولم نقوم بنشره بين أوساط الناس ولم نحافظ عليه ونستفيد منه فما وصل الغرب إلى هذا المستوى من الأختراع والأبداع والتطور إلا بفضل تراثنا الفكري الإسلامي ومعلوماته الثرية التي أحدثت ثورة التكنولوجيا الحديثة في عصرنا الحاضر#
__________
بقلم : أ / مراد دغيش الأرحبي
murad73985@gmail.com