(زوجي مدمن فيس بوك)
![]() |
د / هاجر الداوودي مرشد أسري و تربوي |
مما لا شكَ فيهِ أن مواقعِ التواصلُ الاجتماعيَ، أصبحت تحتلُ جزءاً كبيراً جداً في حياتنا، فاكثر من ( مليار) شخص حول العالم يستخدمون الفيس بوك، وحوالي خمسمائه مليون شخص يستخدمون تويتر والمشكلة هنا، بل ليست مشكلةً فحب إنني اعتبرها ابتلاءاً، هو الوقوع في ادمان هذه المواقع، وأصبحت أيضاً، المصحات في بلاد الغرب كلندن وألمانيا وغيرها تستقبل سنوياً حوالي مائه شخص يعانون من الإدمان علىٰ هذه المواقع، و منهم المراهقون ورجال ونساء تقل اعمارهم عن الخامسه والثلاثين عاما ومن مظاهر الإدمان أنهم اصبحوا يظهرون تكاسلا في القيام بالأشياء الضروريه والجوهرية في حياتهم، بل إنهم أيضاً يستغنون عن الاعتناء بانفسهم ويتاخرون في الاكل والشرب، بل احيانا مايتغيبون عن اعمالهم و- و- و ولست هنا لأحصر هذه الظاهره وأتكلم عنها, ولكن كان لابد من هذه البدايه لارد علي الاستشارات التي اصبحت تتردد علي كثيرا هذه الأيام، وشكاوي كثير من الزوجات "زوجي مدمن فيس بوك او واتساب"، وقد وجدت الزوجة وقد أصابها الحزن الشديد والكرب وأصبحت هي الأخرى مدمنةً علي هذه المواقع ليس من اجل الاستمتاع بها ومتابعتها بل من أجل مراقبه زوجها، وهذا الأمر زاد الطين بله وزاد الامر تعقيداً، واتسعت الفجوه بين الزوجان وكثر الشجار بينهما، وهنا اقول لك عزيزتي الزوجة، من اهم طرق معالجه المشاكل ومواجهه السلوك السيئ هي معرفه الدواعي والدوافع التي جعلت الشخص يسلك هذا المسلك او يقوم بهذا الأمر(فلماذا)تمثل 90% من العلاج، فيجب عليك ان تحددي أولا دواعي القلق من هذا الإدمان، وهل الامر يتعلق بالغيره والشكوك من ان الزوج يتواصل مع أجنبيات او احساس بعدم الاهتمام، (وهو بالفعل اكثر الأسباب التي تأتي بها الاستشارات)أقول احذري أن تقعي فريسه للشكوك فهناك فرق بين الشكوك والغيره, فالغيره مقبوله بل مرغوبه احيانا لكن الشكوك مرض, ومعظم الامراض الذهانيه التي تحتاج الي الطبيب النفسي تأتي من الشكوك وهي كالنار تكبر ولا تصغر تبدأ بالسؤال ثم تمتد الي الأسئلة الكثيرة، ثم التتبع والتصنت واحيانا الي التسجيل والمراقبه و-و، تجعلك تعيشين في توتر وقلق ومعاناه فلذلك لا تصدري حكما علي زوجك واقطعي الشك من بدايه الفكره ولا تتحققي وهوا من أفضل العلاجات واترك الامر لله (ان الله لا يهدي كيد الخائنين)واسئلي نفسك لماذا يهرب زوجك من العالم الواقعي الي هذا العالم الافتراضي هل هو فراغ عاطفي او افتقار للسعاده الزوجيه والهروب من كثره الشكوي ومشاكل وبكاء الاولاد وينبغي عليك أن يكون لديك استعداد لقبول اي اجابه سواء كانت ايجابيه ام سلبيه ومن تم بدء التعامل مع هذا الامر بهدوء وحكمه وحاولي لفت انتباهه باستخدام عبارات بها كثير من الحب "أود ان اقضى وقتا اكثر معك " كما أن لفت انتباهه بالروائح المحببه والحركات المغريه والمشيه ذات المغزى وغيرها ولا تكثري من التكلم عن هذا الامر حتي لا يصاب بالعناد والتمسك اكثر به وهذه من صفات الرجل فكيدهن عظيم وسلاح الانثي اقوي من اي سلاح وانا اعتقد واؤمن أن هذا السلاح اذا ستخدمته جيدا لانت لها كل العقبات وحلت لها جميع مشكلاتها مع زوجها فقط ابدائ كما انه ليس بالضروره ان يكون ادمان الزوج مواقع التواصل ان يكون هناك امراه اخري او شئ ما غير مرغوب به وهذا اكثر مااراه بل هوا مجرد انجذاب وتسليه وتضيع وقت وافراغ طاقه سلبيه بعد عناء عمل يوم طويل و -و-و- ---عافانا الله وإياكم منه.
___________________
بقلم : د / هاجر الداوودي
( مرشد أسري وتربوي)