رواية : النهر المُر ( الجزء الأول) - للمفكر : أ / علاء طنطاوي - مجلة مجد مصر

احدث المواضيع

الخميس، مارس 04، 2021

demo-image

رواية : النهر المُر ( الجزء الأول) - للمفكر : أ / علاء طنطاوي

 تقدم لكم مجلة مجد مصر : الجزء الأول من رواية النهر المر للمفكر و المؤلف أ علاء طنطاوي. 

IMG_%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A2%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A3%25D9%25A0%25D9%25A4_%25D9%25A2%25D9%25A0%25D9%25A1%25D9%25A0%25D9%25A5%25D9%25A1

           النهر المر

قصة اجتماعية تقع احداثها بمدينة

القاهرة في الفترة مابين عام ١٩٥٢

الي عام ٢٠١١ ،

وأول مشهد لقصة اليوم يكون في

قصر سليم باشا العامر بالحركة

والنشاط والخير، فهو من رجال المال

ويمتلك مساحة ٢٠٠ فدان يسمونها

ارض التفتيش ، أو تفتيش سليم باشا

سليم باشا رجل طيب خدوم يحب الفلاح

ويحسن معاملة جميع العاملين عندة في الأرض أو محلج القطن أو محطة فرز الفواكة ، عندة من الأولاد خمسة ، ١، رياض ٢، ضياء ، ٣ ، فريد ، ٤، سماح ، ه، سامح  والام  ناريمان  هانم وهي من اصل تركي وتوجد تجارة بينية بين سليم باشا واسرة زوجتة بتركيا ،

وقبل أن نستعرض القصة لابد من شرح موقف رفض جميع الكتاب التعرض لة والخوض فية ،

واهتموا فقط بفرحة بعضأ من الفلاحين باستلامهم بعضأ من تلك الاراضي المصادرة ، واعلن الإعلام بفرحة هذا الفلاح ولم يلقي ولو شعاع من ضوء علي حياة التعاسة التي عاشها هؤلاء الأمراء والبشاوات حين نزعت منهم كافة أملاكهم وخرجوا للشارع بلا ادني مأوي أو دخل يعينهم علي الحياة في بلاد أصبحوا غرباء فيها بعد أن كانوا اعلاما خفاقة   ، إذلة بعد ان كانوا اعزة فيها ، فقراء بعد أن كانوا أغنياء فيها ،

ولم ينتهي بهم الأمر الي هذا المشهد وفقط بل إن من اعترض كان بين معتقلأ وسجين ومطرود من البلاد ،

ونعود بالمشهد الي عزبة سليم باشا والتي بتوسطها قصرة المنيف عظيم المساحة عالي الأدوار ذي الاربع طوابق متعدد المداخل كالبيت الابيض الامريكي ،

وقد شيد مسجداً علي أول حدود ارضة  ولهذا الرجل بصمات خيرأ في كل أرجاء القرية التي يعمل عندة معظمهم ، أما في الأرض أو في المحلج أو في محطة فرز وتعبئة الفواكة ،

عندة كما ذكرت أربعة اولاد وبنت واحدة اسمها سماح كانت تدرس بالقاهرة وتعرفت علي زميل لها اسمة ابراهيم وتقدم لخطبتها ولكن الباشا رفضة لانة لايملك اطيان ولا عمارات أي فقير لادخل لة ، ولكنها أكملت تعليمها وبعد تخرجها تقدم لها مرة اخري بعد أن تم تعيينية بوزارة المعارف ولكن الباشا رفضة للمرة الثانية ، لذلك نجد أن سماح امهلت  ابيها اكثر من مرة ثم جمعت شنطة ملابسها وتركت خطاب الي أمها وهي الأقرب الي قلبها وعينها يفيد بما عزمت علية سماح من زواج زميلها ابراهيم افندي والذي يعمل الآن مدرس وهي كذلك تعمل معة في نفس المدرسة ،

وأنها ستبدأ حياتها عصامية كما فعل ابيها وأخبرتهم في الخطاب أنها تحبهم جميعأ وتحترمهم رغم علمها المسبق بأنها لا ميراث لها من تركة ابيها أن تزوجت من هذا الإبراهيم ،

وقد زيلت خطابها بكلمات اثرت بقلوبهم جميعأ حيث قالت ، أن جعت يومأ فلن اطرق بابكم ويبقي قلبي معلقأ لرؤياكم ، لان ابي هو اطيب واحن قلب في الوجود وامي صاحبة ارقي احساس في الوجود اعلم انها ستشعر بي يومأ أن تألمت جوعأ أو تعريت أو مرضت واخوتي اقوي الرجال واطيب الرجال لابد أن يعلموا ان اختكم حافظت دومأ أن تبقي رؤوسكم مرفوعة في عنان السماء ، فاختكم تصون شرفكم دومأ وسيكون عرسي عند أهل زوجي وسيرحبون  بكم أن حللتم عندنا يوما ،

يقسم سليم باشا بأنة  تبرئ منها ولم تعد ابنتة ابدا ، ولكن ناريمان هانم ترسل أخيها سامح بعد عدة شهور الي عنوان المدرسة التي  بها تعمل والتي عرفتة  لامها في خطاب الوداع وقد ارسلت مبلغأ كبيرأ من المال مع سامح وهو الأقرب الي اختة سماح حيث أنهم الأقرب سنأ فهي ترتيبها بين أشقائها الرابع وسامح ترتيبة الخامس يعني سامح الاصغر وآخر العنقود كما يقولون ، وسماح تكبرة بعامين فقط ،

وكانت سماح تسكن بالمدينة الجامعية ، أما سامح فكان يسكن بشقة قد استأجرها سليم باشا منذ أكثر من عشرين سنة من أجل اشقائة الثلاثة الاكبر منة سنأ وكانت تلك الشقة بمثابة استراحة الباشا حين يريد قضاء بعض المصالح من القاهرة أو حين يريد الاطمأنان علي اولادة بالجامعة ،

وصل سامح وجلس مع مديرة المدرسة وعرفها بنفسة انة ابن الباشا وسماح شقيقتة فعظمتة وسماح في نفسها حيث أن سماح كانت ترفض أن تعرف الناظرة أنها ابنة الباشا سليم حتي لايتعرض زوجها للحرج ،فرحت سماح وسعدت سعادة الدنيا كلها عندما شاهدت شقيقها الأصغر وعرفتة علي زوجها ، ثم ذهبوا الي بيت اختة وكانوا يسكنون في حي عابدين اطيب الأحياء الشعبية ناس يملكون ارقي احساس واطيب القلوب ،

ولكن عندما دخل سامح الشقة المكونة من غرفتين وصالة صغيرة وحمام ضيق جدأ تحفظ ولم ينطق لاختة بكلمة ولكن عينية تكلمت الكثير ،

شعرت بة اختة وحاولت تقدم مالديها من مشروب مع الوعد باعداد الغداء حالأ ولكن فراسة سامح اخبرتة انة لا غداء عندهم وذلك عندما دخل الحارة ولاحظ البقال وهو يقول لة لسة يا ابراهيم افندي ، ورد زوج اختة بقولة ، لا خلاص بكرة بأذن الله ،لذا تنحي باختة جانبأ وسلم لها الظرف المغلق والذي يحمل اكيد مبلغأ كبيرأ من المال ، ولكن عفة نفس اختة سماح تأبي أن تقبل  هذا المال ابدأ ، رغم توسلات أخيها لها ، ولكنها رفضت وقالت وحتي وأن مت جوعا فلقد اخبرت ابي من قبل اني لن اقف ببابكم ابدأ ،

يتفحص سامح اختة جيدأ حيث لاحظ زيادة وزنها وتنبأ بقدوم ضيف جديد ، فقال لها اجعلي هذا المبلغ مني ، أو هدية المولود الجديد ولكنها تأبي  أن تستلم منة شيئا ، رغم أن البيت لا يوجد فية شيئ ادني شيئ من متاع الدنيا الا الاثاث المتواضع وفقط ،

هنا قال لها سامح اخيها ، انتي تقتليني بهذا التصرف والاصرار علي رفض قبول شيئ من ارثك ، قالت لا ارث لي عند ابي ابدأ ، خرج سامح من عند اختة حزين ومتأثر بوضعها ، ولكن هداه تفكيرة الي أن يذهب الي عاشور البقال ويسألة عن حال ابراهيم افندي ، فأخبرة عاشور البقال أن عليهم ايجار الشقة متأخر ٣ شهور ولم يحاسبني علي البقالة الشهر الثاني علي التوالي وكل يوم يقول بكرة بكرة ،

يسأل سامح البقال عن الحساب ويدفع ويذهب لصاحب الشقة ويدفع القيمة المتاخرة ، ثم يعطي البقال مبلغ من المال علي أن يقدم بة مواد تموينية للاستاذ إبراهيم وكذلك دفع ايجار الشقة لمدة عام قادم ثم احضر كم من أكياس الفاكهه يسلمها لعاشور البقال لتوصيلها الأستاذ إبراهيم وخطاب مكتوب فية جملة وحيدة ، اختي الحبيبة ، حقك محفوظ في قلوبنا جميعأ، وينصرف عائد الي أمة ليخبرها بخبر اختة وما تعانية في القاهرة رغم إقامتهم في طنطا ،

انفردت الام بنفسها جانبأ باكية علي حال أبنتها الوحيد وما حل بها ، وذاد حزنها اكثر عندما علمت  أنها حامل ،

وننتقل الي الحركة الدئوبة بالقصر والعزبة التي يسيطر عليها كل أبناء سليم باشا حيث أن الابن الاكبر، رياض بيك وهو ثمين وشديد البياض المائل الي الحمرة وقد أسند الية سليم باشا إدارة العزبة كلها مع حق الإشراف علي اخوتة في المحلج أو محطة الفرز ، الاخ التالي ضياء بيك وقد أسند الية إدارة محطة حلق الأقطان،  أما الاخ الثالث فقد أسند الية إدارة محطة فرز وتعبئة الفواكة ، أما سامح فهو مازال طالب في السنة النهائية بكلية الاداب جامعة القاهرة ولا عمل لة بالعزبة حيث انة لم ينتهي من دراستة بعد ،

منذ عدة أشهر كان حريق القاهرة والبلد في حالة من الغليان والتحركات المريبة ،

اما اليوم فقد قامت حركة من اسموا أنفسهم الضباط الأحرار واستولوا علي حكم البلاد ولا ندري ما القادم ،وبعد ٣ أيام يسافر الملك فاروق وزوجتة واولادة علي الباخرة المحروسة الي ايطاليا كمكان اختياري لاقامتة وقد سموها الثورة البيضاء لانها لم يقتل فيها أحدا وقد علمنا بعد ذلك أن الذي جعلها بيضاء بلا دماء هو ، الملك فاروق وليس أحدا غيرة ،،

↩️ أنت الآن تقرأ رواية النهر المُر، للفكر : أ / علاء طنطاوي في ( مجلة مجد مصر) 


 ولكن بعد عدة أسابيع سمعنا عن لجنة الحراسات وإصدار أهداف الثورة الستة ، والتي كان منها ،

 القضاء علي سيطرة رأس المال علي الحكم ، ثم تحديد الملكية ، ثم علمنا بنزع املاك معظم رجال الاعمال وكان سليم باشا يترقب ويتابع الاتصال بأصدقاء لة في البورصة أو من رجال الاعمال فمنهم من هرب باموالة ومنهم من تم القبض علية ومصادرة كافة املاكة ، ومازال سليم باشا لم تنام لة عين أو يهدأ لة جفن لانة يعلم أنهم سيأتون الية بين عشية وضحاها ،

أما الام فقد تجهزة واعدت خطة لحماية بعضا من املاكها حيث أنها علمت أن اول شيئ يتم مصادرة هو الذهب والجواهر، لذا قامت بجمع كل مالديها من مقتنيات ذهبية والماظ وجعلتة في شريط عريض وقامت بلفة علي خصرها ، أما سليم باشا فكانت كل أموالة بالبورصة فحاول الاتصال بمعارفة واصدقائة لاقتراض بعض المال منهم ولكن كل محاولاتة بائت بالفشل في حين أن البورصة حققت اعلي معدل هبوط لها علي ممر التاريخ وبذلك يكون سليم باشا قد خسر كل مالدية من أموال كانت بالبورصة ، ولكنة مازال يبحث عن طوق نجاة لة ولاولادة ، فتح خزانة القصر فلم يجد بها الا الف وخمسمائة جنية ، وأمر اولادة أن يأتون الية بأي أموال من إدارتهم ، فجمع اولادة الثلاثة الف جنية تقريبأ ، فقال لهم قسموها فيما بينكم حتي يقضي الله امرأ كان مفعولأ ، ولا يجب أن نجعل كل أموالنا في مكان واحد ، وإذا بشقيق زوجتة قازم بيك يدخل عليهم  قادم من تركيا ويقدم عرضأ جاء بة من عند والدة في تركيا وهو أن يسافروا جميعأ معة الي الاناضول ولكن الفكرة لم تعجب سليم باشا واصر علي البقاء بأرض الوطن الذي عاش من خيرة وسيدفن  فية وايدة في هذا الفكر كل اولادة الا الابن الاصغر والذي كان شغوف، بالسفر الي المجتمع الاوروبي ، هنا عرض قازم بيك فكرة اخري وهي أن حماية للنساء أرسل معنا اختي وابنتها ، فقال سليم باشا لا مانع لو رضيت ناريمان هانم اولأ ، تراجعت الزوجة ولكن سرعان ما وافقت علي السفر مع شقيقها وتعلق بها الابن الاصغر سامح فوافقت ووافق الاب كذلك ، وذلك بعد سماع حوار خدم القصر لسليم باشا بأن الدوائر الزراعية والعزب المجاورة قام الفلاحين اللذين كانوا يعملون بها بنهبها والاعتداء علي ملاكها ،

لذا استعد بجمع الخدم بالقصر استعدادأ للدفاع عن نفسة واهلة ،

وما هي الا لحظات تعد فيها الزوجة حقائبها وابنها سامح وإذا بأصوات ترتفع بالخارج ويأتي عبدة احد خدام القصر  بخير قدوم وحدات من الجيش والتي كان يطلق عليها في ذلك الوقت ، لجنة الحراسات وهي تحاصر القصر الآن، كما أن الفلاحين اللذين أحسنوا إليهم  متربصيين للانقضاض علي القصر واهلة ، خرج سليم باشا لتحري الأمر وابنائة من حولة وإذا بضابط برتبة رائد يعتلي سلالم القصر ويقدم نفسة لسليم باشا علي انة رئيس لجنة الحراسات ولابد لهم من مغادرة القصر وتسليمه بما فية من أموال وكافة مقتنيات ثمينة والا سيعرض نفسة للمسائلة ، قال سليم باشا انا كنت في انتظاركم ولكن لماذا تنزعوا منا املاكنا التي هي ليس بأرث بل بعرق الجبين ، قال القائد أنها تعليمات ولا شأن لي بهذا كلة ، ثم سأل سليم باشا ، اين مجوهرات القصر والأموال السائلة ، فنفي سليم باشا أن يكون معة أي أموال سائلة أو أي مجوهرات ، هنا أخذ القائد يتفحص أفراد الأسرة وأخذ يركز نظرة علي ناريمان هانم  وقال اذا سنضطر اسفين للتفتيش الذاتي وامر بأحضار زوجة العمدة  لتفتيش ناريمان هانم ، كما أن الجنود قاموا بتفتيش أبناء سليم باشا وكذلك سليم باشا نفسة وذلك جبرا وقهرأ وامام العمال والفلاحين وصادروا مامعهم  من اخر أموال كانت هي بارقة الأمل كي يستعينوا  بها علي الايام المقبلة المجهولة ،

ثم تأتي زوجة العمدة لتفتيش السيدة ناريمان هانم بغرفة منفصلة وكانت تكن لتلك الأسرة حقدا دفين منذ زمن بعيد ،

حاولت ناريمان هانم أن تعقد مع زوجة العمدة صفقة لعلها تخرج منها بشيئ ولو القليل ولكن كانت الفرصة التي لن تتكرر لزوجة العمد للانتقام من هذة الأسرة التي ما اذنبت  قط الا بوجودها في هذة البلاد في تلك الحقبة من الزمان ،

أخرجت زوجة العمدة الذهب وكافة المجوهرات وقامت بتسليمها للضابط الذي اشتاط غيظأ وكان مصرأ  علي القبض عليها لولا شفاعة مأمور القسم الذي كان يرافق لجنة الحراسات ،

ويستجيب الضابط لشفاعة سيادة المأمور المحترم بشرط أن يخرجوا من العزبة فورأ

ولكن عندما شعر مأمور المركز خطورة خروج الأسرة  وسط تلك الهجمة الشرسة من السوقة والهمج ، خرجت الزوجة والابن مع شقيق الزوجة بسيارة أجرة كان قد اتي بها منذ الساعة تقريبا علي أن تسطحبهم سيارة المركز لتامينهم حتي الخروج خارج المركز وتعود مرة اخري لتكون تحت تصرف سيادة المأمور المحترم ، وهنا وقبل أن تغادر الزوجة قصرها المنيف التي عاشت فية كل حياتها تقريبا يكون لنا وقفة معها ، حيث أخذت تلتفت حولها وكأنها مودعة لجدران القصر واشجارة وهوائة ، ثم قامت بمصافحة كل خدم القصر متماسكة راسخة كالجبال لإتهتز ولا تبكي ابدأ رغم انهيار وبكاء كل خدم القصر عليها لاكرامها لهم دوما ومواقفها النبيلة معهم ومع أسرهم، 

ثم التفتت الي الزوج وهي تقول لة ، اعلم انك اقوي من كل المواقف ولكن أولادنا وابنتي امانة في عنقك ، ولست أدري ما الذي بقي لنا لنبكي علية ونصر علي الحياة في أوطان  تم طردنا منها

↩️تقرأ الآن : الجزء الأول من رواية النهر المر  ،

ثم تتجه نحو ابنها الاصغر فريد فيعانقها عناقأ شديدا وهو ويقبل راسها ويقسم عليها الا تتركهم وترحل ، يبكي بكائا هستيريأ يجزع منة سليم باشا ويأمرة  أن يتمالك نفسة ولكن الام تهدهد علية وتعدة بالعودة وبلقاء قريب بأذن الله ، وهي لاتعلم ان هذا هو اللقاء الأخير مع أسرتها ولا عودة لها ولن تدفن في تراب مصر ابدأ ولا لقاء بينها وبين أسرتها الا في الدار الآخر، تسلخ يدها بصعوبة من يد ابنها الوديع فريد وتتجه نحو ضياء وهو واقف رأسة لعنان السماء شامخ شموخ الجبال يصافح أمة  ويتمالك نفسة والدمع متخرج في عينة وكأنة يقسم لامة أن حقنا لن يضيع ابدأ، ولكن في هذة اللحظة ينصرف رياض اكبر الأبناء ومعروف عنة انة قوي الشخصية ، عنيف احيانا ولكن لة قلب طفل ، ينصرف الي المكتب كي تلحق بة أمة وقد علم الاب مدي حبة لكبريائة ولا يحب أن تجرح مشاعرة أمام الخدم حيث انة يعلم انة لن يتمالك نفسة من البكاء حين وداع أمة الحبيبة ، تدخل علية أمة المكتب وتغلق الباب من خلفها فيرتمي علي كتفها وهو ضخم الجسة شحيم ويبكي كالطفل الصغير ودموعه تنسال علي كتفها انهارأ حتي يتعجل الضابط لإنهاء الأمر هنا يتدخل المأمور المحترم  لامهالهم بعض الشيئ ويوافق الضابط عن مضض ، تقول الآم ناصحة لابنها كن لابيك كظلة واجمع اخوتك حول ابيك وتعاهد اختك ولا تتركها للفقر ،

يفتح الباب وتهم الام بالانصراف ولكنها تسأل الزوج عن كيفية تدبير امرة واولادة والي اين سيذهبون وهل معة شيئ من المال ، ويجيب الزوج لقد اخذوا كل  مامعنا  من أموال وليس معي مليم واحد انتقل بة الي الجحيم ، هنا تطلب الزوجة وهي قوية الشخصية ولها شخصية هجومية طلبت من الضابط إعطائها المال حيث لا مال لهم للانتقال الي القاهرة ويرفض الضابط  اعطائهم مليم واحد ولكنها تأخذ

من أخيها مبلغ خمسين جنية وتعطيها لزوجها كي يستعين بها علي نوائب الدهر القادمة ،

تعود سيارة الشرطة ويطلب المأمور المحترم من سليم باشا مرافقتة واولادة كي يخرجهم من القرية بسلام ،

وكان الجنية المصري في ذلك الوقت يعادل جنية ذهب وعلية خمسة قروش،

ويحساب وقتنا هذا يعادل هذا المبلغ ٢٠٠٠٠٠ مائتي ألف جنية ،

يخرج سليم باشا من قصرة هو واسرتة ويستمع الي سب وشتيمة العمال اللذين كانوا يعملون عندة حتي اليوم وتوعدهم لة بتقطيعة لو تمكنوا منة ، يخرج الرجل حزينأ علي نفسة واهل بينة وتشتيت الأسرة كما انة حزين لما إصابة من العمال ناكري  الجميل كما انة حزين علي ما اصاب   مصر وشعب مصر ، يصلوا الي محطة القطار ويصافح المأمور سليم باشا مودعأ ويقدم لة مبلغ وقدرة عشرة جنية ، ولكن سليم باشا يرفض ، ينطلق بهم القطار الي القاهرة ويجري القطار ويجري شريط الذكريات بسليم باشا واولادة الثلاثة وهم لا يدرون الي اين سيذهبون والي من يلجأون بعد أن تنكر لهم الصاحب والصديق والمال الوثيق،

ثم يهتدي تفكير سليم باشا الي الشقة التي استأجرها لاولادة في حي بين السرايات وهي خلف جامعة القاهرة وتتكون الشقة من ٣ غرف كبيرة وصالة ومطبخ وحمام وهي بالدور الثاني في عمارة قديمة وحي شعبي ،

الصمت يسيطر علي سليم باشا طوال الطريق وعلي ابنائة ، نزلوا في محطة مصر وتوجهوا الي شقة بين السرايات وهي اخر ملجأ لهم علي وجه الارض وإذا بالمصيبة الكبري التي لم يتوقعها أحدا ابدأ،  وهي ،      أن شاء الله ستكمل الجزء

 الثاني في عدد يوم السبت القادم بأذن الله وحدة ،      مع خالص تحياتي

             ا/ علاء طنطاوي 

__________________،  

 ⬅️ الجزء الثاني من رواية : النهر المُر 

📑 مجلة مجد مصر، مجلة عربية حرة لكافة الآراء، و أحداث تلك الرواية أو أياً من مقالات المجلة تقع على عاتق كاتبها. 

 

 

 

 

 


Pages