الصلاة ، عمادُ الدين
حلقة الوصل بيننا وبين الله العظيم . الصلاة نور وتشريف وراحة للقلوب .
لقد أمرنا الله بأن نقيم الصلاة وفي أوقات محدده وفتح لنا
أيضاً باب التعبد والوقوف بين يديه متى أردنا
فلا أعلم في الحب أن هناك من يحب أحداً لهذه الدرجة ولله المثل
الاعلى. فحب الله لنا لا مثيل له ولهذا
أمرنا بإقامة الصلاة .
لقد أساء كثير من الناس فهم المراد من هذا الامر ، ففهموا
القصد هو أداء الصلاة فقط ولكن ما فهموا
معنى إقامة الصلاة . فإقامة الصلاة أشمل وأوسع وأكثر جمالاً .
إن الله جل وعلا لايريد منا مجرد أداء حركي وحسب ولكن أراد إقامة الصلاة
بمعنى أن نقوم بالاتصال به على الوجه
الاكمل ، وهذا يعني أن نعلم ونفهم أننا إذا جاء وقت الصلاة فهمنا أننا في حضرة رب
الكون ورب كل شيء . إذا جاء وقت الصلاة
ووقفنا نفهم أننا نناجي حبيبنا القريب
الذي هو معنا في كل وقت ولا يتركنا أبداً
فنحن قائمين به و لولا رحمته ما كان لنا حول ولا قوة .
إقامة الصلاة
تعني إذا وقفت بين يديه فلتنسى نفسك
أي لا تكون بين يديه وأنت متمسك بالأنا
حاول أن تكون في حضرته فيكون حالك
أنه لا إله إلا هو هو ولا شيء سواه ولنا دليل من القرآن الكريم حيث قال الله لنبيه
موسى عليه السلام أخلع نعليك إنك بالوادي
المقدس طوى ثم قال له إنني أنا الله لا
إله إلا أنا ، ومن هنا نفهم ان نخلع عنا ثوب الأنا والدنيا وان لايكون الهدف من
الوقوف بين يديه لمجرد السؤال والطلب وإنتظار العطاء . فيجب علينا من واجب العبودية وبحق الله علينا أن نقف بين
يديه وقوف الفاني بين يدي الباقي. أي ان نشعر
بحقيقتنا بأننا في حضرته أننا لا
شيء وهو وحده و لا شيء معه .
إقامة الصلاة تعني أن تخلع عنك رداء التفكير في الأجر
والثواب والخوف من النار والطمع في الجنة ، بل تقف وقوف من يقول
حاله أنك يا الله أنت الحاضر الواجد ولا وجود لغيرك . يا عباد الله يامن
تدعون ربنا بالتقرب منه كيف تتقرب منه وأنت كلما وقفت فكرت في ذاتك ورغباتك بل يجب إذا أردت أن تقترب وتنال ذاك الشرف أن يكون حالك إذا وقفت بين يديه أنك جئت للتقرب له
جل وعلا وتتقرب منه ، فسألوا الله
أن يُقربنا به إليه وأن يُعرفنا به عليه
عندئذ تكون قرة أعُننا في الصلاة والله أعلى وأعلم .