أبناء الماضي - للكاتب و المفكر : أ/علاء طنطاوي - مجلة مجد مصر

الاثنين، فبراير 08، 2021

demo-image

أبناء الماضي - للكاتب و المفكر : أ/علاء طنطاوي

 

            أبناء الماضي ،           (١)

قصة حقيقية وقعت لأجيال فنيت وأجيال مازالت تعيش علي ذكري الآباء والأجداد ، تشعر بالقهر من الحكومات المتعاقبة التي ادعت الحرية بحركة  ، ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بالضباط الأحرار كي يستعبدوا شعبأ باكملة وذلك حين وقعت حركة ماسموا أنفسهم الضباط الاحرار، فنزعوا ملكية الارض من اصحابها والمصانع من ملاكها وصادروا الأموال والعقارات وشتتوا أبناء العائلات الكبيرة وعملوا علي ازلالهم، وعاشت تلك العائلات في قهر وعلي حقد لا نظير لة ومن تلك العائلات ، الطناطوة، الإباظية ، الظملوط، ولقد اخترت لكم  الشعب المناضل أن يكون هو البطل وهو مثال لكل حالات القهر والظلم التي تعرض لها معظم ابناء الوطن العربي منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي وحتي الآن

التاريخ يعيد نفسة وأسلوب الإدارة واحد في كل العصور ، فلقد سموا أنفسهم الأحرار لاستعباد شعوبهم ، ففي الوقت التي كانت تتغني الاذاعات  بالحرية ، كانت السجون تعج بآلاف المعتقلين ، وفي نفس الوقت التي تغنوا بتوزيع الارض علي صغار الفلاحين

كانت تنزع ملكية آلاف الافدنة والمصانع والشركات من يد أصحابها وكذلك أموالهم وكل مقتنياتهم ، دون قانون أو محاكمة ، ولقد حكي وشهد شاهد من أهلها الكثيرين من رجال المال والأعمال

والفنانين ومنهم الفنان حسين فهمي ، وتلك الفئة المقهورة ، عاشت وورثت هذا الشعور لكل أبنائها وهو شعور الملك المسلوب ملكة فاختلطوا بالشعب وهم مقززين من التعامل معة ومترفعين عن الاندماج معة ، فهم في عقيدتهم الصادقة أبناء الأكابرو البشوات المقهورين في هذا الزمان ، ولقد عالجت الدراما المصرية هذا المشهد في فيلم الأيدي الناعمة وقد جاء من استولي علي ملكهم وهم أبناء الفلاحين اللذين سموا أنفسهم الضباط  الأحرار ، ثم استولوا علي البلاد والعباد وثروات مصر كلها ورغم جهلهم التام بالسياسة الدولية الا انهم اصروا علي أن يتصدرو المشهد  فضاعت منهم سيناء والجولان ونهر الأردن وضاعت فلسطين ، وضاعت الشباب كما ضاعت الأمة حين اغتصبت كل المبادئ والقيم والمثل العليا ، فأنتشرت العصابات وذادت السرقات وحالات الخطف

                                    (٢)

وطلب الفدية ، والنشل بكافة سبل المواصلات ، فعمت الجريمة والجريمة المنظمة ، كما أن الرشوة والفساد ، أصبحوا أسلوب حياة يعمل بة بلا خجل  والمحسوبية والتسلق أصبحوا من أعظم المؤهلات لنيل ارفع الأوسمة والناشئين

وأفضل الدرجات ، ثم تحول الشعب الي سلالة من العبيد يحكمهم الأمن بسطوة وقوة وجبروت السلاح  والتجسس علي ادق خصوصيات هذا الشعب المستعبد ،

ثم توالي الفشل في إدارة الدولة والفشل بلية الفشل ، ولم تجد تلك الإدارات المتوالية شماعات تعلق عليها فشلها الا الزيادة السكانية ، رغم أن كل علماء الاقتصاد اقروا واعترفوا بأن أعظم ثروة تملكها أي دولة تحكمها

عقول اقتصادية مستنيرة هي الثروة البشرية ،      واضرب المثل لو ان رجلان يسكنون في شارع واحد وألجار الأول عندة عشرة أبناء والآخر عندة  ولد وحيد ، والأول علم اولادة تعليم متوسط وأمتهنوا مهن في مجال المعمار وهي

المهن الدنيا للطرفين ، ولكن الآخر علم ابنة تعليم عالي ولم يجد عمل وجلس

جوار ابية،  سنجد أن الأول،  الذي أنجب العشرة يخرجون يوميأ للعمل بمهنهم المختلفة  وان أجر الواحد فيهم ٢٠٠ جنية ، نجدهم سيعودون بمبلغ الفين جنية يوميأ ،ويتمكن

والدهم من بناء عمارة تجمعهم كي يعيشوا حياة كريمة ، ثم يجمعوا من جهدهم  لعمل مشروع ما ، وهكذا ولكن من  أنجب ولد وحيد ، فرصتة  تكون

ضعيفة في تحقيق طموحات حققها جارة الذي لدية عشرة أبناء،  ولو كان والدهم لا يملك رؤية اقتصادية وعلم ليضع ابنائة العشرة علي الطريق الصحيح

لجعلهم حمل وعالة علي الدولة ، يتسولون من القاصي والداني ، كدولة تعيش علي المساعدات والمعونات ،

والآن وبعد طول سيجال لدينا أبناء يعيشون الغربة في أوطانهم،  وابناء يعيشون الغربة في بلد آخر من أجل حياة كريمة ومعيشة أفضل ، وابناء يعيشون في سجون

ومعتقلات لأنهم قالوا رأي حر ونقد بناء  في إدارة شؤون الدولة ، وابناء يعيشون الذل والمهانة وهم في حالة من الصمت التام لأنهم يعيشون في غير أوطانهم حسب شعورهم

العام ، فهم غرباء في أوطانهم ، وابناء يتمنون خيانة الأوطان لضرر وقع بهم من الحكومات

السابقة أو لعدم وجود لقمة العيش أو ادني دخل يكفي الكفاف أو ادني سبل العيش ، وابناء يعيشون

حالة من الجبن والخوف والرعب من الحكومة والأمن ومن المستقبل المجهول 

وابناء شرفاء يتمنون الذود والدفاع عن هذا الأوطان،  وابناء رغم شعورهم بالظلم والتهميش الا انهم شرفاء حتي اخر رمق لهم في هذة الحياة ، وأخيرا،  لدينا أبناء الماضي،  فهم يعيشون علي ذكري الماضي السحيق منذ العهد الملكي ، ويتمنون الرجوع الية كما

                                         (٣)

كان يفعل آبائهم من امنيات كان نهايتها السراب ، ولكن بالرغم من تشابك تلك الأحداث الا

الا اننا نتفق علي أمر هام وخطير ، وهو عمليات الإصلاح بالبلاد في الفترة الأخيرة تلك العملية التي أخذت بقلوب الكثيرين ، من إصلاح شامل للبنية التحتية بالبلاد

وانشاء طرق وكباري وتخطيط مدن جديدة ، والاهتمام بذي الهمم وجعل مرتبات  شهرية لهم ، ثم معاش تكافل وكرامة ، ثم تقنين الدعم الذي كان ينهب ويستنزف

خزانة الدولة في مصر  ، ثم النهوض بأصحاب المعاشات وجعل الزيادة السنوية من ٧،٥% الي ١٥%  ذيادة  هي في طريقها للارتفاع تدريجيأ لهم ، ثم النهوض الشامل لحل مشكلة الإسكان،  فما من بيت في مصر الا واستلم شقة من مشروعات السيسي ، نعم نتفق  علي ان طريقة الوصول للحكم كانت فيها بعضأ من المراوغات ، ولكن لابد أن نقر أيضأ

أن البلاد كان يخطط لها لتدميرها  ولولا يقظة المؤسسة العسكرية التي يعتقد البعض اننا ابتلينا بها منذ ٧٠ سنة وهم سبب النكبة والتأخير حتي صرنا في زيل الامم ، اقول ولكن  هذة  المرة كانت خيرأ وبركة علي مصر وشعب مصر ،

فلولا يقظتهم حقأ لكنا العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن ، ورغم وجود أبناء الماضي واللذين مازالوا يلعنون الحاضر ويستنكرون للمستقبل ويعيشون علي أيام الماضي السحيق ، ندعوهم باليقظة التامة لأخذ دورهم في الدفاع عن  أوطانهم واخذ المبادرة كي يكون لهم دورأ ملموسأ في بناء مصر الحديثة ،

وان لم يفعلوا فقد تخاذلوا في الدفاع عن أوطانهم بعد وضوح الرؤيا والمشهد في

الفترة الأخيرة من إدارة الرئيس السيسي ، فلقد قال لي احد الاصدقاء يومأ ، أن هذا الرجل يفعل فعل الولد النجيب ابن الموت وهو من يقوم بعمل كم من المشروعات وهو دائما في عجلة من امرة ، لأننا بعد حياتية،  سنقول ، أة  لو  امهلة  القدر بعضأ من الوقت ، لفعل كذا وكذا ، وانا اقول وحتي لو كان  مخطئ  فأن الكل الي الفناء وستبقي كل تلك المشروعات لمصر علي ممر العصور ، فلقد مات الخديوي إسماعيل سبب ديون مصر ، وعاشت مصر بكل ماتم تشييدة ، والكل سيفني وتبقي كل تلك المشروعات تتحدث وتخير عن آثارنا

نعم نبغض حكم العسكر ولكن ، لولا يقظتهم هذة المرة لكنا من الهالكين، فتحية لكل أبناء شعب مصر الابطال ، وعلي رأسهم أبناء الماضي الجميل ، مستبشرين خيرأ بالمستقبل الواعد ، ثم سيأتي يومأ نبكي علي بكاؤنا الأول علي الماضي  السحيق، وذلك بعد أن نكتشف أننا ضيعنا دنيانا واخرانا في سراب وكابوس ، فلابد من تضافر كل الجهود للوقوف صفأ واحدأ خلف قيادتنا ولا نستمع الي الاشاعات لانها من أسلحة الجيل الرابع للحروب القادمة ، واختم مقالتي بتقديم تحية إجلال وأكبار لشعب مصر العظيم الذي تحمل الكثير

                                           (٤)

علي مر العصور ، وقد تحمل الأكثر وعاني معاناة عظيمة علي كافة الأصعدة في الفترة الأخيرة

فالشعب هو القائد وهو المعلم وهو السيد ، ويكفينأ قولأ أن جميع الجبابرة يموتون وتبقي الشعوب

ما بقي الزمان ،         مع خالص تحياتي ،

               الكاتب والمفكر /  علاء طنطاوي ،

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Pages