الكون وأسراره
حينما نتأمل في هذا الكون الوسيع الذي يذهل الجميع بما فيه من الآيات والعبر
الباهرة التي لم يستطيع أحداً أن يحصيها أو يكتشفها كلها وأن كانت الإكتشافات الحديثة
قد وصلت إلى بعض الأسرار ولذلك فإننا لا نستطيع أن نقول بإننا عرفنا أسرار هذا الكون
وخفاياه بل لم ندرك منها إلا القليل ولا يزال الكثير من تلك الأسرار غامضاً لعل
الأجيال القادمة تستطيع فك رموزها أو تحاول فهم تلك الأسرار فمن أسرار الكون
الواسع رفع السماء بلا عمد وهي سبع سماوات كما ذكرها الله في كتابه فمن ياترى
يستطيع أن يقوم بعملاً مثل هذا إلا الخالق العظيم الذي أحسن كل شيء في هذا الكون
فلو أفترضنا بأن أحداً من الناس أراد رفع سطح بيت وترك جهة من ذلك السطح بدون عمود
فأنه لا يثبت بل يسقط في الحال فما بالك بسبع سماوات بعضها فوق بعض مرفوعة بدون
أعمدة فهذا الأتقان العجيب يخبرنا عن عظمة صانعه الحي القيوم الذي على كل شيء قدير
ومن أسرار الكون كروية الأرض وثباثها من الأهتزاز والميلان فالمعروف عند الجميع
بأن الكرة لو وضعت على سطح مستوي كالزجاج لتحركت ومالت من مكانها فكيف بالأرض التي
تتكون من ثلاثة أرباع مياة وربع يابسة وهي بذلك في أتم الثبات والإستقرار الدائم
ومن أسرار الكون خلق الشمس والقمر والنجوم والكواكب والليل والنهار فلو كانت الأرض
مظلمة لم تصح الحياة بها ولو كانت الشمس مضيئة ليلاً ونهارا لما أستطاع الناس
الحياة يوماً واحداً ولو كانت القمر هي المضيئة ليلاً ونهارا لما أستطاع الناس
الحياة يوماً واحداً ولكن صنع الله الذي أتقن كل شيء وقدر كل شيء قضى بأن تكون
الشمس مضيئة في النهار ثم يحل الظلام فتقوم القمر بمهمتها في الليل فتضيء بنورها
الجميل والخافت عن ضوء الشمس وقضى الله جل جلاله بأن قسم الوقت إلى الليل والنهار
لكي يستطيع الإنسان الحياة في هذة الأرض ويستمر في حياته حتى ينقضي عمره وتنتهي
أيامه الأخيرة فلو جعل الله الوقت كله نهاراً مشرقا لضاق الناس من طوله وماتوا من هوله
ولو كان الوقت كله ليلاً لما تسنى للناس العيش على هذة الأرض ولكن الله سبحانه
وتعالى عالم بضعف الإنسان وحكيماً في صنعه البديع فقد كل شيء ليتناسب مع الطاقة
البشرية لإستمرار الحياة وصدق الله العظيم حيث قال في{سورة النحل, الآية 12:
وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك
لآيات لقوم يعقلون} ويقول أيضاً
سورة القصص, الآية 71:
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله
يأتيكم بضياء أفلا تسمعون
سورة القصص, الآية 72:
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله
يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون
سورة القصص, الآية 73:
ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم
تشكرون
فهذة الأسرار تدل على عظمة الله الخالق لهذا الكون الواسع#
______________
بقلم : أ / مراد دغيش
murad73985@gmail.com
