![]() |
قصة نصرةً من الله للكاتب و المفكر : أ / علاء طنطاوي |
( نصرة ) من الله
قصة شعبية تسطر المعاناة التي
يعانيها اكثر أبناء الشعب المصري
الذي يعاني الفقر المدقع بسبب سؤ
الإدارة وإهمال التعليم وسيطرة
الرشوة والمحسوبية علي معظم أركان
الدولة العجوز،
وتبدأ أحداث القصة في الفترة الزمنية
مابين عام ١٩٨٠ الي عام
٢٠٢٠ وتبدأ بيوم قدوم الطفلة نصرة وهي لأبوين
فقيرين، يسكنون
في مساكن الدريسة ، وتلك المساكن يسكنها
عمال السكة الحديد
وهي تكون محاذية لمحطة القطار أو في
منطقة إصلاح وصيانة
القطارات كما هو الحال في مساكن
الدريسة في محطة مصر،
والابوين هما صلاح ويعمل عامل في ورش
الصيانة بمحطة مصر
وقد حصل علي سكن في مساكن الدريسة وتزوج
من أمينة جارتة
بعد أن استلم تلك الوحدة السكنية
والتي هي عبارة عن حجرة وصالة
وحمام صغير جدا بمساحة متر × متر ،
وقد كان للعروسين ابوين
ماتوا واصبحوا ليس لهم أهل أو اقارب ،
وقد طالت فترة انتظار
قدوم الطفل السعيد لمدة خمسة عشرة
سنة ، بعدها أنجبت أمينة طفلتها
واصرت أن تسميها ( نصرة )
لانها حقأ كانت بمثابة نصرة
عظيمة من الله سبحانة وتعالي ، وقد
وافق الزوج صلاح علي الاسم
إرضاء لشريكة حياتة أمينة كما تمنت ،
عاشت الأسرة في هناء وسرور وسعادة
رغم الجنيهات القليلة التي
يتقاضاها الزوج الا انة كان حنون علي
زوجتة وطفلتة نصرة
وكانوا هم غاية سعادتة واملة من
الدنيا كلها ،
وكان صلاح هذا بسيط الجسد كما كانت
زوجتة ضعيفة جدا ربما
لقلة ذات اليد ولكن كانت سعادتهم
الحقيقية تكمن في تحرك نصرة
في تلك العشة الصغيرة،
عندما جائت نصرة الي الدنيا كان عمر
أمها ٤٥ سنة وعمر ابيها
٥٠ سنة تقريبا، ولم ينجبا بعدها أحدا، فكانوا في قمة الرضا والسعادة
وعاشوا تلك السعادة حتي بلغت نصرة سن
الثماني سنوات ،
وفي احدي ليالي شهر رمضان العامرة
بالخير والبركة وبعد تناول
وجبة السحور يشعر صلاح والد نصرة
بضيق في صدرة واختناق
فيطلب الماء من زوجتة أمينة وقبل أن
تأتي بالماء وإذا بصلاح قد
لبي نداء ربة في هذا الشهر الكريم ، فتصرخ
الزوجة وابنتها لهول
المشهد ويجتمع الجيران حيث يتولون
عملية الغسل والدفن
وفي مساء الليلة التالية تجلس أمينة
مع ابنتها وتقول كان
بالأمس يفطر معنا هنا وتتذكر كل افعالة واقوالة وما كان يوصي
بة وكأنة كان يعلم بتاريخ رحيلة ،
ولم يكن لصلاح معاش قط حيث انة ليس
لة مدة تأمينات تسمح
بأن يكون لة معاش ، فكان الجيران وهم
فقراء أيضأ يتعاهدون
امينة وابنتها نصرة بالطعام احيانأ ، واحيانأ كثيرة كانوا ينسونهم
فيباتون وقد طوي الجوع امعائهم ،
ولكن اجتمع الجيران الفقراء علي رأي وهو
لابد من تزويج أمينة
بزوج يرعاها ويرعي طفلتها وقد اتو بشاب يصغر أمينة
بعشرين عامأ تقريبا وهو يعمل عامل
بالسكة الحديد وهو فقير
ووحيد ، يعني مقطوع من شجرة كما كان
الحال مع أمينة وصلاح
وفي اليوم التالي للاقتراح
المشؤوم جاء بعض الجيران مع شاب
طويل القامة واسمر وضخم ومعهم المأذون ، وما هي الا
لحظات وقد
انفض المولد وذهب كلأ الي عشتة وتركوا ذلك
الغول البشري
مع الطفلة وامها أمينة الضعيفة
المسكينة ،
وكان لزامأ علي الزوج الجديد أن يثبت
فحولتة ،
فما كان من الام ، أمينة أن تأخذ
أبنتها وفلذة كبدها نصرة
وتجعل لها فراش علي الارض أمام الحمام
وذلك في برد الشتاء
القارص ولكن هذا الحدث الجسيم
صعب علي أشد الرجال فما
الحال أن أصيبت بة طفلة صغيرة في عمر نصرة ، ونصرة الآن
ترتجف لشدة وهول الموقف واضف علي ذلك برد الشتاء القارص
علي طفلة في مثل عمرها وهي تفترش البلاط
في ليل الشتاء القارص
حتي صارت تبكي انينأ في صمتأ تام ولكن
طرقعة اسناها تفضح
انينها فيرفع ابراهيم زوج الام صوتة مهددأ
الطفلة نصرة بانة لو سمع صوتها
مري اخري لاقوم بذبحك
فكانت تبيت من ليلها وهي ترتعد خوفأ من هذا
العملاق رغم جوعها الذي كان
يلازمها وامها في الاونة الأخيرة،
الا انها ماكان لابيها أن يرحل عن خيالها
وعقلها ابدأ وكيف كانت منذ عدة أشهر
تنام في حضن أمها وابيها رحمة الله علية ، وكيف كانت تشعر
بالأمن والأمان
والسعادة ، اليوم أمها تطلب منها كل
يوم تاكل وتنام جبرأ قبل أن يأتي ابراهيم هذا
العملاق ويجدها مستيقظة وهي في حضن امها ، ومع مرور الايام
صارت نصرة تسمع سب وضرب ابراهيم
لامها ليلا ونهارا فكانت تقول لامها
هيا بنا نرحل من هذا المكان ، لماذا
نسكن مع هذا العملاق الفظ ، ولكن كانت
تقول الآم، قسمة ونصيب يا ابنتي، ولكن نصرة الآن تبغض كل الرجال وتطلب
الرحمة من ارحم الراحمين ، ومع مرور
الايام ونوم نصرة علي الارض الرطبة
في الشتاء القارص نجدها وقد أصيبت
بنزلة شعبية ربوية حادة وليس في استطاعة
الام الذهاب بها الي طبيب وزوج الام
لا ولن يصرف عليها مليم واحد حتي أصبحت
انفاسها مختنقة ولها صوت مزعج كشخير
الرجال وكان ذلك يضايق هذا الهرقل حتي
انة ضاق زرعا من صوت تنفسها واقسم يمين طلاق بالثلاثة لن تبين تلك الطفلة في
العشة ابدأ وقام بتخيير أمينة وقال ،
اما انا أو هذة البنت في تلك العشة وكان هذا المشهد
مع أذان فجر يوم جديد ،
فحملت أمينة أبنتها نصرة علي كتفها
وصارت تمشي في شوارع مهجور لا حراك
فيها ولا ناس تمشي بالشوارع حتي وصلت
الي حي السبتية بالقاهرة وكانت الساعة
اوشكت علي السادسة صباحأ ومازالت
تمشي وهي لا تدري الي اين تذهب ولمن تلجأ
وهي تتمزق جوعا هي وطفلتها نصرة ، حتي وصلت الي احدي الشوارع الفرعية
والتي نسميها حارة ، فوجدت أمينة سيدة عجوز قد تجاوزت السبعين من
العمرتقوم
باعداد الحلوي علي قفص وهي تجلس علي
قفص اخر ، ولكن من شدة التعب والاعياء
الذي أصاب أمينة وطفلتها نجد أمينة قد استنجدت بالسيدة العجوز وطلبت منها كوب
ماء ولكن الحاجة زينب صاحبة الحلوي
عندها فراسة منقطعة النظير خاصة عندما لاحظت
تعلق نظرات الطفلة نصرة بالحلوي ،
فقدمت لها باكوا بسكويت وقالت لأمينة اجلسي
بجواري واحكي لي حكايتك ، انتي جاية
منين ، وتبكي أمينة وهي تقص قصتها علي ا
الحاجة زينب بائعة الحلوي ، وكانت الحاجة زينب تفترش الارض أمام بيتها وهي
تبيع
الحلوي ولكنها أخذت أمينة وطفلتها
الي داخل شقة قديمة ولها فيها حجرة واحدة
قامت بفتحها وإعداد إفطار لها وضيوفها أمينة وطفلتها ، ولكن اكلت
نصرة بنهم
شديد ونامت في حجر الحاجة زينب بعد
أن شعرت بالدفئ والحنان النابع من صدر تلك
العحوز ، وبعد أن تنتهي أمينة من
رواية قصتها تقول الحاجة زينب ، انا ليس لي الا
محمود ابني وهو متزوج وعندة بنتين في
نفس سنها وانا والله لن أترك نصرة لمثل
هذا
العذاب ابدأ اتركيها معي تؤنس وحدتي
وستكون كأبنتي تمامأ وتعالي لزيارتنا اسبوعيأ
وستكون معي اكثر بكثير من وجودها
معكي ،
تميل أمينة في حجز الحاجة زينب كي
تقبل أبنتها وتودعها ولكن نصرة لعلها أخذت
قسطا من الراحة واستيقظت علي قبلة
الوداع من امها ، ولكن نصرة فاجأت الجميع
بعدم بكائها علي امها حين الرحيل وكأن حالها يقول ، أن جهنم ارحم
من تلك العشة
وان قلبي معكي ياامي يدعوا لكي أن يحفظك من هذا الجبار ومن تلك
الايام المقبلة
تحتضن امها وتتعاهد معها أن تكون عند
حسن ظن امها دوما ،
تذهب أمينة الي الزوج الجبار الذي
يتكفل باطعامها فقط مقابل أشياء وخدمات تقدم
لة ولا حصر لها ،
اما نصرة بعد ذهاب امها جلست أمام
بيت الحاجة زينب وقد وضعت راسها في حجر
امها زينب ونامت ثم استيقظت ظهرأ
لتجلس بجوار الحاجة زينب وهي تعلمها كل
شيئ عن الحي واهلة ، وقد فرحت نصرة
بالعالم الجديد والقلوب الطيبة التي تحيط
بها من كل جانب ولقد سأل أهل الحي عن
نصرة فأخبرتهم الحاجة زينب عن حالها
فتعاطف معها كل اهالي وابناء الحي ،
ثم أخذت نساء الحي تستدعي نصرة لقضاء
الطلبات لها وإذا اعطاها احدأ قرص من فطيرة تقول لا اكل بدون امي زينب
فكانت
تعود لام محمود السائق أو الحاجة
زينب ومعها الكثير من الخير، وكانت احيانأ
كثيرة
وهي جالسة مع امها زينب تنادي عليها سيدة
من سكان الحي أن تأتي لي طلبات من
عند بقال الحي وكانت مقابل هذا
تعطيها المال والطعام ، وقد كثر الخير عند الحاجة
زينب وقد أخبرت ابنها محمود السائق بشركة
اتوبيس شرق الدلتا بذلك وكان فرحا بها
ولكن الحاجة زينب منعزلة في عيشتها
عن حياة ابنها محمود السؤ خلق زوجتة سليطة
اللسان ، لذا نجد أن محمود في عزلة
كاملة عن حياة امة بسبب المرأة المتوحشة ، فقد يكون
عشائها هي ونصرة رغيف وقطعة جبن
ويكون محمود قد احضر معة الدجاج المشوي
او الكباب والكفتة ، ولكن الحاجة
زينب ترضي بالقليل وكل عرض الدنيا الزائل لا يؤثر
فيها ابدأ، لذا نجد الحاجة زينب كانت تعطي نصرة نصف جنية
لشراء ساندويتش كبدة
وتاكلة حتي لا تحزن علي ماتراة، من جحود ثنية زوجة ابنها ، ولكن تأبي نصرة أن
تاكل لقمة دون امها زينب أو تنام دون
أن تقبل خد امها زينب أو أن تفارق حضنها طوال
الليل ، كل هذا ترك اثرأ طيبأ في نفس
الحاجة زينب وابنها الاسطي محمود كما ترك اثرأ
غير طيبأ علي سلوكيات ثنية تجاة نصرة
وحماتها زينب ،
وكانت الحاجة زينب تسكن هذا الحي منذ
أكثر من خمسين سنة مضت وتقيم في تلك الشقة
بالايجار الشهري بمبلغ اثنين جنية
ولها دكان كان قد استأجرها ابو محمود من نفس
التاريخ بمبلغ جنية ونصف وكانت
الحاجة زينب هي التي تدفع ايجار الشقة والمحل
المغلق منذ وفاة الحاج إسماعيل ابو
محمود وذلك علي امل ان يعمل بة محمود ذات
يومأ
ولان الحاجة زينب تخاف علي ابنها من قيادة
السيارات وكان البيت مكون من دورين
بكل دور شقتين واعلي سطح المبني عدة
غرف مهجورة وغير مستعملة وكانت الحاجة
زينب تعرض بضاعتها امام محل مغلق يقع
أمام محل ابو محمود المغلق والتي تدفع
ايجارة من دخلها البسيط رغم أن محمود
راتبة عدة آلاف شهريأ كما أن الحاجة زينب
هي التي تدفع استهلاك المياة
والكهرباء شهريأ، كل هذا من الحسنة
البسيطة التي تخرج
من بيع الحلوي لاطفال الحي ،
وقد اشتهرت نصرة في فترة قصيرة بين
أبناء الحي بالأمانة والصدق والأدب واحترام
الناس لها مما زاد عطف الجميع عليها
وقد كانت تأتي لامها زينب بكل ما تحصل علية
يدها من عطاء نساء الحي لها ، وكانت
تنتظر من الجمعة الي الجمعة زيارة امها لها
كي تطمئن هي علي امها وتعطيها من عطايا نساء الحي لها ، حتي
أصبحت أمينة
تعود للزوج المشاكس محملة بالخير من
عند أبنتها نصرة ،
وتمضي الايام سريعة حتي تصل نصرة لسن
العاشرة وفي ساعة متأخرة من الليل
واذا بقرع الباب علي الحاجة زينب وعند فتح الباب وجدت أمينة تكاد تقع علي الارض
وتحاملت علي نفسها حتي جلست علي اقرب
طرف سجادة بالغرفة وكان وجهها
بة عدة كدمات من ضرب الزوج الشرس لها
والذي تزوج من فتاة صغيرة واحضرها
اللعشة وقام بضرب أمينة وطردها في
تلك الساعة المتأخرة من الليل ،
تقدم الحاجة زينب الطعام لامينة وتقول
لها ، احتسبي امرك لله وحدة وياما بين الليل
والنهار بيسوي عجايب اجعلي امرك كلة
لله ، ولكن نصرة في قمة نشوتها وسعادتها
حيث أنها ستنام الليلة بين احن حضنين
وارق قلبين ، أنها الآن اسعد انسانة في الكون
انها تتقلب في الفراش فتحضن امها
أمينة وتقبلها وكذلك تفعل مع امها زينب
التي
شعرت بعودة شبابها رغم بلوغها
السبعين عامأ وذلك منذ قدوم نصرة عليها بالخير
كل الخير ، وفي الصباح تطلب الحاجة
زينب ابنها في حديث جانبي بعيدا عن زوجتة
وتقص علية مشكلة أمينة وماذا تفعل
معها ، فيقول لها ساحضر عامل يجهز لها غرفة
فوق سطوح البيت وقد فعل ، وقد ارسلت
الحاجة زينب لنساء الحي تسألهم في أي
اي متاع أو فراش في بيوتهم من أجل
فرش غرفة أمينة وقد استجاب الحي كلة دون
تاخير ، وفي الليل كانت اجمل ليلة
حيث عادت نصرة الي حضن امها أمينة ولكنها بين
نارين حبها لامها وكذلك حبها الجارف
الي الحاجة زينب التي فعلت معها ماعجزت عنة
امها ، ولكن الحاجة زينب تعودت علي نصرة
ورغم صعوبة فراقها الا انها تلتزم الصمت
من أجل حبها الجارف لنصرة وامها ،
وكذلك نصرة هي فرحة بحضن امها ولكن قلبها
معلق بالحاجة زينب لذا تقرر
أنها ستنام يوم عند امها أمينة ويوم عند امها زينب ،
وتمضي الايام وقد كثر عطف نساء الحي بالعطايا
والمال حتي جاء النبأ الحزين الي
الحاجة زينب يخبرها بإصابة ابنها
الوحيد الاسطي محمود في حادث انقلاب سيارتة
وقد مكث يعالج بالمستشفيات شهور
كثيرة وكانت امة تنفق علي زوجتة وبناتة قدر
المستطاع ،
حتي إذا ما خرج من المستشفي ولازم العلاج الطبيعي والذي يؤكد بأن الحادث
سيترك
اثرا ملحوظا علي الاسطي محمود وهو
عرج دائم بالقدم اليسري ، وما هي الا ايام
وقد
حضر اخوة زوجتة ثنية من الشرابية وهم مشاكسون وتفتخر ثنية بذلك بل وتهدد زوجها
بهم دوما ، وطالبوا محمود أن يطلق
اختهم أو يلتزم بالانفاق عليها وعلي بناتة ، وبعد أن
انصرفوا بها الي بيت ابيها عادت امة تطالبة بفتح دكان
ابية ، ولكنة يرفض هذا العمل
الذي بجعلة في
حالة من الإرهاق الدائم ، ولكن عندما شكا حالة لأحد اصدقائة عرض
علية عمل خفيف
ومربح جدا ، اما العمل الشاق الذي
كان يرفضة الاسطي محمود فهو أن والدة كان
يعمل في مجال فواكة اللحوم أي مسمط ، وأما
العمل الخفيف الذي اقترح علية صديقة
فهو محل لعمل ساندويتش الكبدة
الاسكندراني وهذا العمل لا يحتاج لمجهودات
كبيرة
ومضنية كما هو الحال في محل المسمط ،
ولكن هذا العمل يحتاج لمساعدة أيضأ فتقدم
الحاجة زينب نصرة لهذا العمل مقابل أجر
يومي يتم الاتفاق علية بعد أن تستقر
أحوال المحل ويشتهر بين الحي ،
ثم يبقي المال وتنظيف المحل المغلق منذ
عشرين سنة تقريبأ ، فقام شباب ونساء الحي
باخراج كل المعدات التي بالمحل
وقاموا بدهان وإصلاح المحل من حسابهم
الشخصي
كما تقدم احد أبناء الحي واعطي
الاسطي محمود مبلغ الف جنية كقرض يرد في صورة
سندوتشات يوميأ تقدم لعمال الورشة
عندة ،
وأصبحت نصرة تسهر هي وامها طوال
الليل تقطع الكبدة وتجهز لعمل السلطة وغسل
الاطباق وخلافة ، وبعد عدة أيام جاء
محمود لامة يقترح عليها إعطاء نصرة أجر يومي
خمسون جنيها وكان هذا المبلغ خيالي
جدا ليس للحاجة زينب وفقط بل لنصرة وامها أيضأ
واستمر هذا العمل لشهور وشهور حتي
بلغت سمعة محل الحاج فوزي بتاع الكبدة كل أرجاء
حي السبتية والأحياء المجاورة ، كما اشتهرت نصرة بلقب جديد حيث كانت دائما
ترفض
ارتداء الفستان كباقي البنات التي في
مثل عمرها فهي تصر علي ارتداء البنطلون
والقميص
كالرجال ، لذا أسند اليها لقب الصول نصرة لتعمدها الخشونة مع الجنس الآخر وكانت
وجهه نظرها في ذلك أنها تعمل في منطقة
صناعية وأن لم تكن كذلك فستؤكل كما تؤكل
سندوتشات الكبدة ،
وذات يوم وبعد صلاح الأحوال المادية للاسطي محمود
يعزم التوجه الي زوجتة
لاحضارها لبيت الزوجية ،
ولكن تأتي ثنية ومعها شر العالم كلة ، وتبدوا أنها تراقب نصرة بنظرات النقد
والاتهام حيث أن نصرة وصلت الي سن الانوثة
والتي تحاول نصرة أن تقتلها
في نفسها حتي تتجنب أحداث دامية حدثت
لامها من قبل ،
ولكن محمود يستجيب لرغبة زوجتة ويستغني
عن نصرة وامها في إعداد
الوجبات اليومية ، فترفض أمة الحديث معة لعدة أيام وكانت الحاجة زينب
تأتي بالطعام يوميأ لتأكل معهم
الوجبة الأساسية وهي العشاء وكانت تساعدهم
في النفقات وكان محمود يعمل بالمطعم
وامة تجلس امامة تبيع الحلوي فاذا
جائت عينة في عين أمة التي تحبة
وتراقبة وتدعوا لة دوما تلتفت بوجهها
معرضة عنة ، ولكن محمود يلاحظ شحوب
وجة أمة وتغير لونها الي
الاصفرار فينتهز فرصة هدؤ المحل
ليذهب كي يجلس جوار أمة ويصالحها
ويقبل يدها وينال رضاها ، حتي إذا ماجلس
الي جوارها وقال لها انا كلي
ملكأ لكي وبيتي والمحل وعيالي ملكأ
لكي وأهم حاجة عندي رضاكي ياامي
ثم أخذ رأسها وجعلها علي صدرة وأخذ
يذكرها أيام والدة وشقاوتة وهو صغير
وكم كانت تتحملة ، ثم صارحها بأنة يحتفظ بمرتب نصرة يوميأ واخبريها أن تعود
للعمل باكرأ والمحل ملكأ لكم وانا
عامل عندكم ،
ثم يأتي كم من الزبائن فيحاول محمود
أن يرفع رأس أمة من فوق صدرة كي
يعود لعملة ولكن الحاجة زينب راسها
تميل في حجرها ويكرر محمود النداء
علي أمة ولكن لا مجيب حيث أن الحاجة
زينب قد لبت نداء ربها الآن ،
يصرخ محمود في الحي ويصل صراخة الي نصرة
وامها وهو يقول امي
امي امي ماتت ياعالم ، وهنا ينخلع
قلب نصرة وتقفز علي السلالم لتكون
في حجز امها زينب وتصرخ وتتمرغ في حجرها وهي باكية وتصرخ
وتنادي عليها ، امي ردي علية ياامي ،
اروح فين ولمين من بعدك يا احن
قلب واطيب ام ،
ولكن لامجيب ، حقأ ماتت صاحبة اطيب
واطهر قلب علي مستوي الحي كلة
ولكن اجتمع الحي كلة لتوديع الحاجة
زينب علي اعلي مستوي من من الحب
والاحترام ، فأن اليوم هو وداع للقلب
الطيب الطاهر ، وداع لكل أمهات الحي
فكل أهل الحي بكوا بشدة لوفاة الحاجة زينب ،
وفي صباح اليوم التالي يصعد محمود لحجرة
نصرة وامها ويعرض عليها
العودة للعمل عندة ولكن امها ترفض وتقول ، لقد ماتت من كانت تحمينا
ومن كنا نسكن الحي من أجلها، فاليوم
لامقام لنا في هذا الحي وأن مددنا
يدنا نسأل الناس الصدقة ، ولكن محمود
يقول لام
نصرة أن كنتم تحبون
امي حقا فلا تتركوني وحيدأ بعدها في
محنتي ، فإنتم الرائحة الطيبة الباقية
لي من بعدها أجدها فيكم ، ويتعهد لهم
بأن لاتتعرض لهم زوجتة ثنية ابدا
ولكن ثنية لا تتوقف عن النقد والسب
لنصرة حتي بلغ بها الأمر أنها وقفت
بالشارع وتعلن شكها في تلك البنت
وتخير محمود زوجها أن يطردها
هي وامها من الحي كلة أو تذهب لبيت
أبيها أو تحضر اخواتها لهدم الحي
علي من فية ، وهذا الحديث استفز شباب الحي فقالوا لمحمود
كيف تسمح
لها بذلك ، فقال سمح لهم الزمان عندما كتب علية العرج ، فأنا وحيد ولا
اخ أو سند لي ، هنا تحمس شباب الحي
وقالوا نكون كالنساء أن يصلوا
إليك وانت بيننا ثم أن نصرة عاشت
معنا اكثر من عشرة سنين ولم نري عليها
شيئ الا الادب والاحترام حتي أنها
تخاف أن ترتدي فستان كباقي بنات
الحي حتي لايتهمها احدا
كالمجنونة التي تصرخ الآن، ولكن تتحمث ثنية
عندما سمعت شباب الحي حول زوجها
محمود يشدون من ازرة فأصرت
أن تغادر الحي وترسل لهم اخواتها
يؤدبوا زوجها والحي كلة،
ويبدأ شباب الحي بالاعداد للمعركة
القادمة مع شباب الشرابية ، فوضعوا،
المتاريس واعدوا الشوم والعصي وكافة انواع الأسلحة البيضاء وقد اعدت
النساء الماء الساخن للمشاركة في تلك
المعركة حيث أن ثنية لم تترك بيت
في الحي الا وقد تشاجرت معة ، حتي
الأطفال اعدوا الطوب والحجارة وهم
ينتظرون الغزو القادم لهم من
الشرابية ولكن المعركة اليوم علي ارض حي
السبتية والتي ياتيها من الخارج
عمالة لا تقل عن الف عامل يوميأ ، ويمر
اليوم الأول والثاني ولم يأتي أحدا
ولكن خبراء الحي قدموا النصح بأنهم
سيرسلوا لاستطلاع الحي اولأ
ولاستكشاف الإعداد والتجهيز ثم سينقضوا
حين يشعروا بالتراخي وانشغالكم في
اعمالكم ، لذا جعلوا الصبية يلعبون
خارج الحي وعلي مشارفة وبعد مرور اليوم الثالث وساعة صلاة العشاء
بالمساجد وانشغال الرجال بالصلاة في
المساجد وإذا بعدد ثماني سيارات
كبيرة تحمل اكثر من مائة رجلا تنقض
علي الحي ويحاصروا رجال الحي
داخل المساجد وقاموا بتحطيم واجهات
بعض المحال والبيوت ، ولكن يأتي
دور النساء البواسل بإلقاء الماء
المغلي عليهم ووضع المتاريس خلف أبواب
البيوت حماية لها من الاقتحام ثم جاء
دور الصبية والأطفال برمي الحجارة
ثم جاء دور الشباب الملثم بالقاء
الزجاجات الحارقة علي سيارات تلك الهجمة
الشرسة علي الحي ثم جاء من أبناء
الحي الشجعان من قطع الكهرباء عن الحي
فكانت الحجارة والماء المغلي ينصب
عليهم من كل صوب ، واضف الي ذلك
احتراق اكثر من سيارة لهم فانشغلوا
بالتقهقر الي الخلف مما شجع الرجال علي
اقتحام المعركة ومطاردة فلول تلك
الحملة التي أسر فيها شقيق زوجة محمود
وإصابة اخر بقطع في جبينة وقد تم ربطهم علي أعمدة الانارة بالحي وفر
الباقين
بين مصاب إصابة بالغة ومشرد وجريح جروح طفيفة ولكن تأتي الشرطة للقبض
علي محمود لانة صاحب المعركة وتتهمة
بأحداث عاهه مستديمة لشقيق زوجتة
ويحكم علية بالسجن بسبعة سنوات ، ويتلقي محمود الخبر يرضي نفس ويطلب
من أهل الحي رعاية نصرة وامها لحين
خروجة بسلام ،
ويقدم مفاتيح المحل لنصرة علي
أن تعدة بأن يستمر المحل ولا يغلق ابدأ،
وافقت نصرة باستلام المحل ولم توافق
بالسكن في بيت المرحومة الحاجة زينب
وعاشت في الحجرة التي هي فوق السطوح
،
وكانت تتعاهد محمود بالزيارة شهريأ
مع بعض سكان الحي وتقدم لة المال وكل
ما يلزمة ،
وعملت في المحل بكل جد ونشاط ووصلت شهرة المحل الأفق
وليس
خارج المحل وفقط ،
حتي أن بعض القنوات أصبحت تأتي لتسجيل
حلقات معها وقد ذاد الطلب
علي منتجاتها حتي قامت بتشغيل عدد
أربعة بنات معها في المحل وكانت
تدخر نصيب محمود يوميأ من الأرباح ،
ثم انتقلت لتسكين مع امها في شقة بالإيجاب
وقامت بفرش الشقة باثاث مستعمل ولكن
يفي بالغرض مؤقتا ،
وكانت احدي القنوات تبحث عن سيرة
نصرة الحقيقية وقد أسندت المهمة
للمزيع شريف،
وقصة شريف تتلخص في حصولة علي ليسانس
اعلام
من جامعة
القاهرة وهو من أسرة متوسطة الحال وبعد عناء البحث عن
فرصة عمل
تم التحاقة باحدي القنوات التي
يمتلكها احد رجال المال والأعمال وكان هذا
بمساعدة ابنة صاحب القناة التي كانت
منبهرة بة ، وبعد أن تزوجها بدأت
رحلة الشك في سلوكها لانة اكتشف علي جهاز اللاب الخاص بها برنامج
كاميرات مخفية دقيقة جدا لمراقبة البوابات الخاصة بالفيلا
التي هي ملك
ابيها ، وكذلك اكتشف احتفاظها
بمجموعة افلام اباحية فتأكد لة الشك
في سلوكها واصر علي التدقيق في
مراقبتها جيدأ بعد أن عزم علي وضع
خطة محكمة لذلك ، ادعي مرضة وانة سيمكث
بالبيت اليوم حتي بتعافي
وبعد خروجها أخذ البحث في متعلقاتها
فوجد ملابس داخلية لها لم يشاهدها
تلبسها ابدأ رغم أنها مستعملة
وبالبحث أيضأ اكتشف عازل طبي خاص
بالرجال ولم يكن لة أن يستعمل مثل
هذا ابدا ، فقام بتعطيل برنامج المراقبة
علي جهاز اللاب الخاص بها وذهب للعمل فاكتشف أن بعض العاملين
بالقناة ينقلوا لزوجتة كل تحركاتة
ومتي يخرج من العمل ، ولكن
وبعد تفكير مضني توصل لفكرة جائت لة
بعد عدة أيام وهو منتظم
في عملة ، حيث أخبر زوجتة أن أمة
مريضة ولابد من زيارتها هذة
الايام لمتابعة حالتها ، فأخذ يخرج
من القناة بعد أن استأجر سيارة
من معرض سيارات ويرابط أمام الفيلا وكان للفيلا مخرجين علي
شارعين ، فكان لابد لة من الدوران بصفة
شبة دائمة حتي لا يلاحظة
أحدا وساعدة في ذلك انة أختار سيارة بزجاج
فامية ،
لقد وضع الشباك وهو في انتظار السمكة
تدخل الشباك الآن،
وفي صباح اليوم التالي أخبر زوجتة
انة لن يذهب للعمل وسيذهب لامة
اولا وأن كان هناك متسع من الوقت
سيذهب لعملة وقد يبيت عند أمة
لو لزم الأمر لذلك ، ثم يذهب الي جراج مجاور للحي
ويستبدل السيارة
ويعود لمراقبة الفيلا من الخارج ولكن
يلاحظ سيارة تقف قريبة من الفيلا
فلعلها تكون جائت منذ قليل أو أن
تكون لأحد سكان العمارات المجاورة
ثم أخذ في عملية البحث والدوران حول
الشوارع المجاورة للفيلا ولكن
بعد الظهر لمح شاب في العشرينات يخرج
من الفيلا وينطلق بتلك السيارة
الغريبة ولكنة لم يلحق بة ، فعاد
ومكث اخر الشارع يراقب وإذا التليفون
يرن وكان علي الطرف الآخر الزوجة
الخائنة وهي الآن تطمئن علي
أمة فقال لها انها تعبانة جدا
وقد انام عند امي اليوم ، وقد ساورة الشك
بأنها لاتطمئن علي أمة، بل تخطط لما ستفعلة من معاصي الآن وصار
علي متابعة المراقبة وإذا بعد ساعة
تقريبا بسيارة اخري وقد نزل منها
رجل تجاوز عمرة الخمسين سنة ، فأنتظر
لمدة عشرة دقائق تقريبا ثم اقتحم
الفيلا وقام بفتح الأبواب بالمفتاح
الخاص بة وإذا بالزوجة الخائنة في
احضان عشيق جديد ، فأخرج مسدس كان قد
اعدة من أجل هذا المشهد
ولكن ، يفجر العشيق ذات الخمسين سنة
مفاجأة بقولة وهو متعجب هل
انتي متزوجة ، وانا احضر لكي دوما
ولم اعرف انكي متزوجة ويتوسل
الي شريف أن تلك الفاسدة حرام عليك
أن تضيع من أجلها ، ولكنها محترفة
فتتمايل امامة وتقول لة أن كنت رجلأ طلقني حالا ، ولكنة
وقع شيكات
ومؤخرا صداق بمليون جنية ، ويتصل
بابيها ليخبرة بأمر ابنتة الفاسدة
فياتي الرد من ابيها ،
وما الذي يجعلك تأتي البيت قبل أن
تخبر زوجتك بقدومك حيث اني
افعل ذلك مع زوجتي، وهي مازالت عارية
ولا تهتم بالزوج المخدوع
ويكرر ابو الزوجة الخائنة قولة ،
أن كل رجال العالم يذهبوا لاعمالهم في
الصباح ويتركوا نسائهم
وهم لا يعلمون ما الذي تفعلة النساء
في غياب الرجال وانت أصل
المشكلة وأن اردت طلاقها فلا امانع ،
ولكن عليك دفع مليون جنية
مؤخر الصداق ، ولكن كان استاذ شريف
أعد كاميرات بغرفة النوم
ومسجل عليها كل مالم يراة أحدا قط من
تلك الفاسدة التي كانت تكبرة
بعدة سنوات ،
فر العاشق وأخرج شريف ما كان
بالكاميرات الخاصة بة وحضر
ابو زوجتة واتفقوا علي الطلاق دون أن
يدفع شيئ مقابل التنازل
عن رفعة دعوة الزنا أمام الزوجة
الفاسدة ، وحضر الماذون وتم
الطلاق ، وخرج من بيتها وهو في طريقة
ولا يدري الي اين يسير
واين يذهب وإذا التليفون يدق ويخبرة
مدير المحطة التي كانت تملكها
الزوجة اللعوب أن القناة قد استغنت
عن خدماتة ،
ويبدأ رحلة البحث عن عمل بمختلف
القنوات الفضائية ولكن بعد
عدة شهور وجد العمل المناسب كمذيع ،
كل هذا كان يجول في فكر وخاطر استاذ
شريف الذي اسندت لة القناة
إجراء حديث تليفزيوني مع نصرة ،
في حين انة يكرة كل النساء منذ
انفصالة عن تلك الفاسدة منذ
سبعة سنين تقريبأ ، ولكنة يسأل عن حي
السبتية وعن نصرة بائعة
الكبدة ويجد أن جميع الأحياء يعرفون
عنوان نصرة ،
وعند وصول استاذ شريف ونزول طاقم
التصوير لإعداد اللقاء مع
نصرة وجد استاذ شريف نصرة لم تتجاوز
سن الخامسة والعشرين
عامأ وكان يتوقع أن يراها سيدة تخطت
الخمسين سنة وتعجب لعظيم
شهرتها وصغر سنها ، وقد تحاور معها
عن طفولتها التعيسة وقصة
كفاحها التي ابهر بها وأصبح متشوق
لسماع المزيد عن نصرة وامها
ثم انصرف علي أن يكمل اللقاء الاسبوع
القادم ، ولكنة ذهب الي
الفيلا التي يعيش فيها وأخذ يفكر ،
هل مازال في هذا العالم نساء
شريفة كالحاجة أمينة وفتيات مطهرات
مثل نصرة ،
ثم جاء بعد اسبوع من التفكير في نصرة
وامها وأخذ في إكمال اللقاء
التليفزيوني وسأل عن البنات العاملات
وشروط التحاقهن بالعمل
فقالت ، اولا نتأكد من الأخلاق
والدين والسمعة الحسنة ثم متأكد
من احتياج الفتاة للعمل وأنها جادة
في ذلك العمل ، هنا فقط نضمها
لفريق العمل ، اعجب شريف بيك بنصرة
كثيرأ، وكلما تكلمت
كشفت لة عن كم محاسنها دون أن تدري،
ثم طلب استاذ شريف إجراء حوار مع
امها واتصلت بها من خلال
المحمول الذي تحملة الآن في يدها ،
وكانت الام قد أعدت المائدة لغداء
الضيوف جميعأ بطاقتم التصوير
وبعد انصراف الجميع طلب شريف بيك إجراء
حوار جانبي مع
نصرة التي مازالت تصر علي ارتداء زي
الصاعقة وقال لها
هل انتي مخطوبة فقالت ولن يكون لي
نصيبا قط في الزواج لأنني
ابغض كل الرجال مما عانيتة من ظلم
زوج امي ،
وتوصل شريف أن الحديث هنا قد لا يجدي
نفعا فطلب من نصرة
إكمال الحوار الاسبوع القادم ولكنة
سيكون باستوديوهات القناة
وسوف نرسل لكي انتي وامك سيارة خاصة لاحضاركم
وستعود
بكم الحي بعد إجراء الحوار ،
ينصرف شريف وتدخل نصرة حجرتها كي
تفرد شعرها الاسود
الناعم علي كتفها وتستعرض أنوثتها، لقد حرك شريف فيها
الانوثة التي قتلتها في نفسها منذ
نعومة أظافرها، ثم أخذت
تتذكر بعضأ من كلماتة ولما دخلت
عليها امها تعجبت وقالت
يارب يفك عقدتك ياابنتي ، استنكرت
نصرة كلمات امها وذهبت
للعمل ومازالت بين لحظة وأخري تري
وجة شريف بيك أمامها
أما شريف فمازال في حالة مقارنة بين الغث
والثمين ، فلا وجه
للمقارنة بين بائعة الهوي وبائعة الكبدة ، ولا من باعت نفسها
للشيطان ومن كان وكيلها وحارسها الرحمن الرحيم،
لقد تعلق بها شريف جدا بعد سماعة قصتها
ومعرفة حقيقتها
التي هي تاج علي جبين كل نساء
العالمين ،
والآن شريف ، وكأنة يبحث عن الشرف
الرفيع الذي افتقدة
في زواجة من تلك الشيطانية عديمة
الشرف ،
ولم يتحمل شريف الأنتظار للاسبوع
قادم فأرسل السيارة بسائق
خاص لاحضارها وامها الي الفيلا
الخاصة بة وسبق ذلك
اتصال تليفوني بنصرة من شريف كي
تستعد وامها لتصوير اليوم
وقد أخبر شريف بيك السائق بعدم
التحدث مع نصرة وامها عن أي
شيئ، حتي احضرهم السائق وانصرف خارج الفيلا في سيارة
وهنا جلس شريف الي نصرة يحدثها عن
نفسة أمام امها وانة كان
يبغض كل النساء حتي سمعت سيرتك من
الناس واهلك وانتي تاج
علي جبين كل النساء لهذا العصر الذي
ضاعت فية كل القيم والمبادئ
النبيلة وكنت قد عقدت النية علي عدم الزواج من النساء
نهائي حتي
سمعت بكي وقابلتكي ، فقالت اني اكرة
كل الرجال لما عانيتة من زوج
امي ، فقال لها وكيف كانت علاقتكي
بابيكي ، فقالت نعم الاب الكريم
رحمة الله علية ، فقال شريف ، إذا
ليس كل الرجال ظالمين كزوج
امك ، وليس كل الرجال طيبين كوالدك،
واني اتقدم لطلب الزواج منكي علي سنة
الله ورسوله فأن وافقتي
كتبت لكي تلك الفيلا مهرا لكي وكنت
اخا وصديقأ وحبيبا وزوجا
لكي ، ولكن ترفض نصرة وتهم بالانصراف
مع امها فيامر السائق
أن يرافقها لبيتها ، وفي البيت تجري
مناقشة حادة بين الام التي
تبحث عن سعادة أبنتها والابنة التي
أصيبت بعقدة يصعب حلها
في يوم وليلة ، وتمضي الشهور وشريف
بيك يأتي الي المطعم
يأكل من يدها وينصرف أو يذهب لزيارة
امها ولم ييأس بعد من
أجل أن ينال شرف الاقتران بنصرة ،
حتي علمت معظم نساء الحي واخذوا في لومها
لتعنتها ولكنها
تقول أن في رقبتي اولاد الاسطي محمود اعولهم وأرسل لهم
مرتب شهري وكذلك البنات التي في
رقبتي الآن وأيضا الاسطي
محمود يحتاج الي مرتب شهري كما اني ادخر
لة مبلغأ ليساعدة
علي الحياة حين خروجة من السجن ،
فأنا ليس ملكأ لنفسي ،
وذات يوم يتصل الأستاذ شريف بنصرة ويخبرها
انة يريد
زيارتها ويتقابل مع امها ويعرض عليها
كل ما يملك علي أن
تكون العصمة في يدها أيضأ، وهنا ترفض امها وتتراجع
نصرة عن اصرارها وتقبل الام علي أن
تكون العصمة بيد
الزوج وتقول أمينة الآن عرفت مدي حبك
وتقديرك لابنتي
فيقوم شريف بعمل احتفالية لأبناء الحي
لوداع نصرة وامها
وتم فيها عقد القران وكان الاتفاق
الا تترك المحل من أجل
ما عليها من التزامات ، وفي أثناء وضع
خطة العمل للبنات
في المحل وإذا باحد سكان الحي يطلب
من نصرة عدد ٢
ساندويتش لرجل
مسكين يطلب الصدقة وتنظر لة نصرة
وإذا بة هو زوج امها الذي كان يعذبها
وحكم علي امها أن
تلقي بها في الشارع لولا ان تداركتها رحمة الله بوجود الحاجة
زينب رحمة الله عليها ، وكان هذا
الرجل يلبس جلباب ممزق
وعاري الصدر فقامت نصرة بنفسها بعمل
عدد عشرة سندوتش
وارسلتهم مع الرجل وقد تعجب الرجل
لكثرة الكمية ، ثم ذهبت
لامها في البيت وكانت تسكن بالدور
الثاني وقالت لامها تعالي
معي لتشهدي عدالة رب الارض والسماء ،
انظري ياامي
لهذا الرجل المسكين الذي طلب الصدقة فتصدقت
علية ابتغاء
مرضاة الله ، ولكن امها تحاول
التدقيق وتقول كأنة هو ، وليس
كذلك ، فتقول نصرة نعم هو وأنها
لرسالة من رب العالمين
يقول لكي لقد أخذت يثأرك فلا تحزني،
ولكن إذا ما نزلت نصرة وامها للرحيل
عن الحي وإذا بكل أهل
الحي حولهم بين باكي ومودع وموصي
بعدم الانقطاع ،
وتنطلق السيارة من حي السبتية الي التجمع
الخامس في فيلتها
التي كتبت باسمها ،
وعند دخول الفيلا أخذت أمينة ابنتها
للصلاة في صحن الفيلا
وتعجب شريف من نصرة عندما طلبت منة
الصلاة لله حمدا
وشكرا قبل أن بتماسي ،
وعاشوا في هناء وسرور ولكن بعد شهرين
تقريبا تشعر نصرة
بالتعب فيخبرها الطبيب بقدوم الضيف
الجديد وكان شريف في
قمة سعادتة ، وهنا جائت لة فكرة جيدة
كي لايفتقد زوجتة هذة
الايام وحيث أن عملة أصبح غير مضمون،
فكر في عمل مطعم كبير بالتجمع الخامس
وتكون إدارتة لنصرة
زوجتة وكذلك يكون مصدر رزق ثابت لانة
قد يقف عن العمل
في أي وقت ، ورحبت نصرة بالفكرة وتصادف
يوم افتتاح الفرع
الجديد بقدوم الطفل السعيد وقد اصرت
أن تسمية صلاح علي اسم
المرحوم ابيها ، وبعد عدة شهور تم
افتتاح فرع اخر بعباس العقاد
ثم كثرت الأفرع علي مستوي الجمهورية وكلها
باسم نصرة وقد
رزقها الله من شريف بثلاث اولاد وبنت
واحدة ، فكانت مثال الام
كما كانت مثال لرجل الأعمال الناجح وبارك
الله في زريتهم ،
ويوم خروج محمود من السجن كانت في استقبالة هي
وبعض أبناء
الحي وقامت بعمل احتفالية عظيمة لة
بمناسبة خروجة من السجن
بسلام وكانت قد جهزت بيتة باثاث جديد
وقامت بتزويجة من احدي نساء
الحي وقد زرقة الله منها بالزرية
الصالحة علي تقدم سنة كما قدمت لة
مبلغ مالي كبير كانت قد ادخرتة لة أثناء سجنة ،
وذلك بعد أن انتصر الحق علي الباطل
وهي الآن لها افرع متعددة
بكل محافظات الجمهورية وقد تفرغ
زوجها الأستاذ شريف لإدارة
أعمالها الخيرية بكل أنحاء الجمهورية
،وبعد أن زوجت كل ابنائها
تجدها الآن تطوف الأحياء الفقيرة
بانحاء الجمهورية لنشر الصدقات
كما أنك عزيزي القارئ قد تقابلها بمقابر صلاح سالم أو الغفير أو
حي الإمام الشافعي أو السيدة أو
الحسين ، وقد تجد أن الناس حولها
كثيرين ولكنها في نظر نفسها اقلهم
شأن وطلبها الباقي من الله سبحانة الستر
وحسن الخاتمة ، فما أعظمها من حسن
خاتمة لقصتنا بعد أن تمت
كل فصولها بانتصار الخير علي الشر ،
والي اللقاء في عمل اخر ، راجيا من
الله ان اكون عند حسن ظنكم
وان نكون قد استفدنا من أجزاء قصتنا
اليوم ،
استودعكم الله ، والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاتة ،
الكاتب والمفكر
/ علاء طنطاوي،
هذة القصة لاتمثل اي أحد من الواقع وأن تشابهت أحداث القصة
مع واقعهم
حقوق الملكية الفكرية لدي المؤلف فقط،