الجزء الثاني في عدد يوم السبت القادم بأذن الله وحدة ، مع خالص تحياتي
ا/ علاء طنطاوي ،
وكانت تلك المصيبة التي لم يتوقعها أحدا أن مفتاح
الشقة مع اخيهم سامح الذي سافر مع أمة الي تركيا لانة كان يسكن تلك الشقة منذ ثلاث
سنوات مضت ، فما العمل وقد وصلوا الشقة بعد أحداث يوم دامي وفي ساعة متأخرة من
الليل، تجاوزت الثانية عشرة ليلأ ، اقترح فريد كسر باب الشقة ولكن الوالد رفض مثل
تلك الاقتراحات وتوجة الي العمارة المقابلة لهم وصعد السلالم وطرق علي باب شقة ما
، اكتشفوا بعدها انها شقة صاحب الشقة وهو صديق لوالدهم سليم باشا ، وبعد فترة ليس
بالقصيرة عاد الوالد ومعة نسخة من مفتاح الشقة ،
فتحوا الشقة وهم في غاية التعب النفسي والارهاق
الجسماني ، دخل سليم باشا حجرة كان مخصصها لنفسة منذ زمن بعيد وأغلق علي نفسة
الباب وتوجه ضياء الي الغرفة المجاورة واغلق بابة علي نفسة كما كما دخل رياض
الغرفة الثالثة واغلق بابة علي نفسة ولم يجد فريد من بدأ الا ان ينام في صالة
البيت ،
لم ينام منهم احدأ ولكن يستيقظ فريد وهو أصغرهم وهو عمرة ٢٦ع سنة ولم يتزوج هو ولا حتي أحدا من
اخوتة الأكبر منة عمرا ، ضياء ٢٨ سنة
ورياض ٣٠ سنة ،والاصغر منهم سماح ٢٤ سنة
وسامح ٢٢ سنة ، نعود بكم الي الأسرة المنكوبة ،
يستيقظ فريد في تمام الثامنة صباحا علي قرع الباب
بشدة واذا بالحاج عمران صاحب العمارة ومعة
خادمة تحمل صينية عليها مالذا وطاب من الأطعمة ويضعها علي منضدة بصالة المنزل
وينصرف ويقول لفريد، صبح لي علي معالي
الباشا،
يفرح فريد أشد فرح حيث أنهم جميعأ لم يتناولوا أي
أطعمة منذ صباح الامس ، يجري كي يوقظ اباة واخونة ليخبرهم بالخير الذي اتي لهم ويعد هو ترتيب الطعام علي المائدة ، يتأخر رياض
عن الحضور ثم يأكلوا جميعأ في صمت تام ، ولكن سليم باشا يأكل لقمتين ثم يتنحي
جانبأ ويشعل سيجارة وينتظر ابنائة من الانتهاء من يتناول الفطور ثم يقول لهم
وكأنها وصية وداع ،
اسمعوا يااولادي أن الحياة لن تتوقف عند هذا
المشهد ابدأ ولابد من العمل الجاد لنا جميعا ولابد أن تبحثوا عن عمل ولا تتوقفوا
عند هذا المشهد وفقط وأنا سأحاول باتصالاتي مساعدتكم في تحقيق حلمكم القادم ،
واعلموا أن اول طريق النجاح لكم
الفترة القادمة لن يكون الا ان تنسوا ماضيكم
تماما وأنكم من سلالة الأمراء،
شوقوا طريقكم وعلي بركة الله ،
ينظر الية الابن الاكبر رياض وينصرف في صمت ويدخل
حجرتة ونظرة معلق بسقف الحجرة ،
أما ضياء الابن الثاني فيقول انا عارف طريقي كويس
فيقوم بتبديل ملابسة ويهم بالخروج الي الشارع ، ويبقي الابن الاصغر فريد الذي يقوم
بتنظيف المائدة وكذلك إعادة ترتيب وتنظيف المنزل ، ويخرج سليم باشا باحثأ عن
المجهول ،
فيذهب الي البورصة التي كان لة فيها أوراق مالية تقدر
بمائة وخمسين الف جنية فيجد أن الدولة تحفظت علي جميع الأوراق المالية الخاصة بة، ثم
يذهب الي بنك مصر فيجد نفس الشيئ فيعود الي الشقة مقهورا لا كلام يقولة لأحد، يحاول فريد التحدث مع والدة ولكن لا يرد وكذلك
لاحظ فريد أن اخية رياض لا يتكلم منذ يومين كلمة واحد وكان يتنقل بين بالكون يطل
علي مقهي الحي وصالة المنزل ،
يحاول فريد معرفة أي جديد من والدة وهو جالس علي
مقعد في صالة المنزل ولكن بلا فائدة ولا مجيب فيقول سأقوم بعمل كوب شاي لك ولرياض
اخي ، وبعد عدة دقائق يخرج فريد حاملأ صينية الشاي ويتكلم مع ابية ولكن لامجيب يحرك
ابية فيسقط علي الارض من فوق مقعدة ، يصرخ فريد مناديأ علي شقيقة الأكبر رياض ،
ألحقنا يا رياض ابوك لا يتحرك ولكن يخرج رياض واضعأ يدية في جيوب بنطالة ولا تتحرك
مشاعرة قيد أنملة تجاة مشهد وفاة ابية ولا ينطق بكلمة واحدة ويعود ليجلس بالبلكون ،
يجري فريد لإحضار كوب ماء ليسقية لابية ولكن سليم باشا لبي نداء ربة ، يجري فريد مهرولأ
تجاة منزل الحاج عمران صديق والدة وصاحب الشقة يخبرة بوفاة ابية ، وهنا تتجلي لنا شهامة أبناء شعب مصر حيث يجتمع رجال الحي في
ثواني واحضروا الإسعاف للتحقق من خبر وفاتة ثم ارسلوا لعمل اللازم في وفاة شخصية
اقتصادية كانت عامة وهامة جدا بالنسبة
للدولة من بضع ساعات واليوم أصبح جثة بلا حراك يبحث عن أي احدأ يدفنة في مقابر
الصدقة ،
يستاذن الحاج عمران من فريد ابن سليم باشا أن
يدفن اباة في مقابر عائلة الحاج عمران بالدراسة ويوافق فريد لانة لا بديل لدية ولا
يدري أي شيئ عن تلك الاجراءات ، كما يوصي الحاج عمران بسيارة تجوب شوارع المناطق
المجاورة كي تعلن عن وفاة سليم باشا والعزاء أمام منزل الحاج عمران في حي بين
السرايات ، وبعد اتهام عملية الدفن عاد فريد الي الحي وإذا بالحاج عمران قد أمر بإقامة
سرادق كبير وملحق بة سرادق اخر لإطعام الفقراء كرامة لروح الراحل سليم باشا ، حضر
جمع غفير لاداء واجب العزاء وكان الواقف لاستقبال المعزيين الحاج عمران وفريد والكثير
من أبناء الحي المحترمين ،
ورياض الابن الاكبر خارج العالم وهو جالس
بالبلاكون في حالة صمت دائم ، وفجأة يمر من أمام السرادق ضياء ويري اخية ويقترب
منة كي يتحري الأمر من اخية ويعلم بوفاة ابية ، فيتقبل الخبر بهدؤ ويقف بجوار اخية
حتي انتهاء المقرئين من قراءة القرأن وانصراف الناس ، يجلس ضياء وهو الأكبر من اخية
فريد ويشكر الحاج عمران ويطلب منة قيمة تكاليف السرادق والمقرائين الخ الخ ، ولكن
الحاج عمران يقول أن اباكم كان صديقي واخي في الله وهذا واجب ليس علي شخصي بل علي
الحي كلة ويرفض أن يعلن عن قيمة التكاليف ولكن ضياء يخرج من جيب ملابسة مبلغ كبير
ويصر علي أن يحاسب الحاج عمران ويرفض للمرة الأخيرة الحاج عمران أن يقبل أي نقود
من ضياء لانة يعلم ما حدث لهم من حديثة ليلة أمس مع سليم باشا، وحكاية مصادرة كل
أموالهم
يعود رياض مع اخية الشقة بعد انصراف الناس من
تقديم واجب العزاء في والدهم سليم باشا ، وتعجب فريد من المبلغ المالي الكبير الذي
بحوزة اخية ضياء ولكن لم يسألة علية ، ولكن بعد دقائق يطرق باب الشقة ليجدوا احد
سكان الحي وهو يحمل صينية عشاء لأهل الفقيد وهذا معمول بة في معظم أحياء وقري مصر
العامرة بالخير دوما بأذن الله ، ويرفض ضياء قبول صينية العشاء ولكن يتدخل فريد ويعتزر
لحامل الصينية ويقبلها ويشرح لاخية ضياء أن هذا عرف والعرف اقدم من القانون ونحن
لا نريد أن نخرج عن العرف كما لا نريد أن نخرج علي القانون
وهنا يثور ضياء ويقول الي متي ، هل نصبر حتي
يقتلوننا جميعأ ، انا من اليوم
لن ارضخ
الي أي عرف أو الي أي قانون وكل ماسلب منا لابد أن يعود كما اني لابد لي من
الانتقام من اللذين كانوا السبب في موت ابي وهجر امي لنا وتشتيت اسرتنا لابد من
الانتقام منهم جميعا ،
ويرتفع الصوت حتي يصل لرواد المقهي ،
ويعمل فريد جاهدا لتهدئة اخية ضياء ويحول مجري
الحديث الي البحث عن طبيب ضروري لفحص اخية ومعرفة حالتة الصحية والنفسية لأن جسدة
اصيب بهزال شديد خلال اليومين الماضيين ،
في اليوم التالي وبعد حضور الطبيب وتحديد حالة رياض
النفسية يسافر ضياء ويترك مبلغ من المال مع اخية فريد دون أن يحدد وجهتة ،
ويجلس فريد يستعيد الماضي القريب وهو الماضي
الاليم القاتل والمدمر لأسرة سليم باشا والذي كان يملأ الدنيا بالأمس القريب
بأفكارة الاقتصادية والسياسية البناءة والذي كان يعمل عندة مئات العمال عندة
بالعزبة أو محلج القطن أو محطة فرز الفواكه ،
والآن تم تشريد الأسرة وتدميرها نهائيأ، لصالح من كل هذا وهل في هذا بناء الدولة ام دمار
الدولة وخرابها ،
ويسترجع ذكريات الامس بالقصر العامر المنيف وكيف كانت
اختة سماح تملأ هذا القصر بالضحك والحركة الصاخبة طوال الليل والنهار هي واخيها
سامح ، وكيف كان حضور الاب وسط الأسرة والذي كان يميل الي المثالية في كل اعمالة
فهو رجل أعمال مثالي ورجل سياسة مثالي واب للاسرة مثالي جدأ وعادل بين كل ابنائة
وكذلك امة الحنونة وكيف كانت دوما تعمل جاهدة علي أن تكون خلف زوجها وفي خدمة
اولادها في كل المواقف ماشاهدها يوم علي خلاف مع ابية بل كانت أسرة متحابة سعيدة
وكانت تري سعادتها في سعادة الاخرين وهم الفلاحين والعمال اللذين كانوا يعملون
عندهم وفي مصانعهم بالأمس واللذين تجرؤ عليهم يوم طردهم بأمر جنود يحملون السلاح
بالقوة وليس بقوة القانون، إذ أي قانون كانوا يمثلوة حين امرو بوقف العمل بالقانون
والدستور ،
فمات الاب وتشردت الام ومرض الاخ الأكبر وهاجر
ضياء الي اين لا ندري ونضيف الي ذلك تغيب الشقيقة الصغري وزواجها من زميلها ولا
نعلم عنوان لها أو في أي ارض تقيم ، الطف بنا يارب الارض والسماء وكل هذا ينصب فوق
رأسي وانا الآن وحيدا واثق في الله سبحانة وتعالي لانة لن يضيعنا ابدأ ،
يقوم فريد بترتيب الشقة ثم يأتي ببعض الطعام
محاولأ اطعام اخية رياض والذي لم يبقي لة في الدنيا الا هو ، يجلس رياض في سريرة
ويأكل لقيمات بسيطة بيد اخية فريد ويشرب ربع
كوب من الماء ثم ينام ويجلس فريد ببلاكون المنزل المطل علي المقهي ، وهو يفكر ،
ماذا يفعل بعد انتهاء البضع جنيهات التي تركها لة اخية ضياء ، وهل سيعود ثانية ام
لا ،
↩️ تقرأ الآن : رواية النهر المُر للمؤلف : أ / علاء طنطاوي - الجزء الثاني
ويجد فريد انة لابد أن يلتحم بالطبقة الشعبية وأن
يكون منهم ، وبما انة نوى أن ينزل من برجة العالي فلابد أن يلتحم بالناس لانة بعد
ذلك مع الناس سيعيش ، فينزل ليجلس علي المقهي ويجد الناس تكن لة ولابية رحمة الله
علية ، كل احترام وتقدير ويطلب كوبأ من الشاي ليجد أن جميع من علي المقهي يطلب أن
يحاسب علي هذا المشروب ثم يأتي بعض الشباب لايعرفة بنفسة ويتعارف علية ، ويقول أهل الحي اننا في
قمة سعادتنا أن تكون بيننا ،
جلس فريد ساعة تقريبا علي المقهي فذهب عن كاهلة
حمل ثقيل كان يحملة وحدة ولكنة الآن يشعر
انة ليس وحيدا فقد عوضة الله سبحانة وتعالي مكان اخوتة ، سكان هذا الحي الطيب وتمر
الأيام سريعة وتنتهي البضع جنيهات التي كانت مع فريد فلا يجد مفر من الذهاب الي
الحاج عمران ليشكوا لة حالة ليدبر لة امرة وهو في عالم جديد لا خبرة لة بة ،
ويقترح الحاج عمران علي فريد فكرة تناسب مؤهلة حيث
انة حاصل علي بكالوريوس زراعة جامعة القاهرة ،
وهي أن ينزل ويعرض نفسة علي المزارع المجاورة
للمنطقة وكانت كلها مناطق زراعية وعزب خاصة ،
ويبدء فريد في رحلة البحث عن فرصة عمل تغنية شر
السؤال وحتي يستطيع الأنفاق علي اخية في مرضة ولكن معظم العزب الخاصة تم مصادرتها لحساب
الدولة التي سينخفض ادائها الاقتصادي مع الايام القادمة وحتي نصل لعام ٢٠١١ عام نهاية القصة والتي هي الجزء الأول من ثلاثية
تحكي حكاية نضال شعب طيب القلب ، مسالم لأبعد الحدود ، شعب بدأ معنا القصة وهو
يأكل رغيف الخبر بمليم واحد وينتهي بأكل
نفس الرغيف ب ٢٥ قرش ناهيك عن الرغيف المحسن ب٥٠ قرش و١٠٠ قرش ثم إلغاء المليم
والقرش واصبحت اصغر وحدة نقدية هي الربع جنية والنصف جنية والجنية ،
نعود الي فريد الذي استنفذ كل ما معة من نقود ومطالب بالانفاق
علي اخية والذي لة طعام بمواصفات خاصة ومازال يعيش بالعهد الملكي ورافض كل الواقع
المحيط بة ،
يعود كل يوم منهك القوي الي الحاج عمران الذي تكفل
باطعام اخية رياض وقضاء حاجتة لحين عودتة يوميا ولكن عندما يضيق بهم الحال وتنقطع
بهم كل السبل يعرض الحاج عمران علي فريد
أن يعمل عند الحاج توكل وهو رجل تجاوز ال ٦٥ عامأ وعندة محل لبيع الفول والطعمية وأن وافق الرجل فلا بأس
من قروش قليلة تساعد في الأنفاق علي نفسة واخية حتي يقضى الله امرأ كان مفعولأ ،
ويستدعي الحاج عمران وهو ضخم البنية طويل القامة
وقد تجاوز السبعين من العمر، يستدعي الية الحاج ( توكل ) وهو رجل ضعيف البنية قصير رفيع الصوت ويعرض
علية تشغيل فريد عندة في محل الفول والطعمية لحين إيجاد فرصة عمل مناسبة لة وحتي
ترتاح ابنتك من العمل الذي تحملة كلة عل كاهلها وهي في سن الزواج وقد بلغت العشرين
عامأ،
يرحب الحاج توكل بفريد ويقول ماانت عارف يا حاج
عمران أن المحل اصلأ ملك الباشا رحمة الله علية ، فهل نسيت يوم ان كان هذا الدكان
مرهون علي مبلغ عشرة جنية ودفعها لنا الباشا لفك الرهن ثم بعد عدة شهور أحضرت لة
جنية
كدفعة اولي لسداد الدين ورفض استرداد المبلغ ،
حقأ ، أن الله لا يظلم مثقال زرة ، صدق الله
العظيم ،،
ويقول الحاج توكل يابني نحن نفتح الدكان من
الساعة الخامسة فجرا حتي الساعة العاشرة صباحأ
، وانا في انتظارك من غدا
ينتظم فريد في العمل ويتابع كل صغيرة وكبيرة كي
يضيف المزيد ويبتكر للافضل وقد تقابل مع حنان وأعجب بها وبنشاطها واحترامها لعملها
وابيها وافتخارها بمصريتها، أنها حاصلة علي الثانوية العامة ولم تكمل دراستها من
أجل مساعدة ابيها من أجل الحصول علي لقمة العيش الشريفة ،
يعجب فريد بها أشد اعجاب ولكن لا وقت للحب الآن
فيتابع كل كبيرة وصغيرة بالدكان حتي اذا
انتهى يوم العمل اصطحب الحج توكل ألي السوق
لشراء مونة الغد و هي عبارة عن اتنين ك فول مدشوش واتنين ك فول تدميس و قال لفريد يا بني انت انسان رزقك واسع فنحن
نشتري نفس الكميه يوميأ لا تعطينا هذا الكم من المال واخرج من جيبة ١٥ قرش واعطاها
له، عاد فريد الي البيت بعد أن اشتري العشاء لاخية رياض بتلك القروش القليلة وذهبت
ذكرياتة الي أيام كان لا ينظر ابدأ الي تلك الفكة في خزانتة ولكن استرجع وقال
الحمد لله ، في اليوم التالي ذهب واعد عدة أشياء لمساعدتة في العمل الجديد وكي
يقوم بتطويرة بعض الشيى ، واشتري كمية من الخضر ، الفجل والجرجير والبصل الاخضر
والشبت والبقدونس وقد اعد صينية كبيرة لهذة الأشياء وذلك بعد غسلها وتنظيفها جيدأ، وطلب من حنان وهي اسم علي مسمي وكانت ينبوعا من
الحنان بالنسبة لة ، طلب منها أن يقف هو علي عمل الطعمية بنفسة اليوم ، فأبدع حين
اضاف الي كل قرص من الطعمية كمية من الكثبرة الجافة وذاد من الخضر في عجينة
الطعمية حتي وصلت رائحة الطعمية الي رواد المقهي فجائو من كل فج في الحي كلة والذي
كان يشتري الفول والطعمية من خارج الحي لعدم التطوير من الحاج توكل كذلك أضاف كمية
بسيطة من العدس والأرز الي قدرة الفول التي كان يصنع منها ٢كيلوا فقط يوميأ ولكن
تنتهي المونة بعد ساعتين من العمل ، وأعجبت حنان بفريد أشد اعجاب ليس
لجمالة وشياكتة بل لخبرتة ومؤهلة العالي وحسن
تدبيرة ، ويأتي الحاج عمران لتفقد الاحوال ويعلم بما حدث من تطوير العمل الذي ادي
الي الاغلاق اليوم مبكرا ويقدم الحاج عمران مبلغ خمسة جنيهات الي فريد لشراء مونة
بسعر الجملة فجاء بجوال فول تدميس وآخر مجروش كما قام بشراء كميات من الخضرة
والبصل والباذنجان والفلفل الخ الخ ، ولكن الحاج توكل كان لا يزيد عن الفول والطعمية وفقط ، اليوم أصبح كل
الحي يتكلم عن جمال طعم الفول والطعمية من عند الحاج توكل وذادة علي ذلك المخللات
والباذنجان المقلي والمخلل والبطاطس المقلية ، ثم اتفق مع المخبز البعيد لشراء
الخبز الساخن بدلا من الشراء من المخبز المجاور لة والذي كان يأتي الية بخير يابس
مقدد لا ينفع لعمل الساندوتش واشتهر المحل في المنطقة في مدة اقل من شهر ولكن دوام
الحال من المحال ، فلقد كان يعطي الحاج توكل لفريد كل يوم بعد صلاح الأحوال ٥٠ قرشا يوميأ ولكن اشتد المرض بالحاج توكل
وأصبح غير قادر علي الاستيقاظ يوميأ مبكرا كما يجد انة من غير اللائق أن يترك
ابنتة مع شاب غريب بالمحل ، فعرض علي فريد إدارة المحل علي أن يعطية يوميأ مبلغ
يتم الاتفاق علية وقال لة ياابني قبل أن تأتي إلينا بالخير وكل الخير كان هذا
المحل يحقق لنا أرباح يومية قدرها ٢٠ قرشا يوميأ ، وانت وكما تري اجعل لي ايجارأ،
ثابتأ كي اتمكن من دفع ايجار المحل شهريأ وانفق علي زوجتي المريضة وابنتي وعلاجي ،
قال فريد وكم يرضيك يا حاج توكل وكان هذا اللقاء في حضور الحاج عمران ، وهنا يقول
الحاج عمران ، إذا اعطية ٥٠ قرشا يوميأ ويقول الحاج توكل وليس هذا المبلغ كبير علي
فريد ، ولكن يرد فريد قائلا، بل سأعطيك واحد جنية يوميأ وأيجار، المحل سادفعة انا كما
سادفع ايجار المحل لمدة عام قادم كما كان يدفع ابي ايجار شقتنا للحاج عمران ، ويرد
الحاج عمران شقة اية ياابني اردم واسكت قبل ما تروح منكم هي كمان ، ابوك اشتري البيت
كلة مني من سنتين مضو وإياك أن تتحدث مع
أحدا في هذا الأمر ابدأ، وإلا سيصادر منكم ايضا وكان البيت مكون من ٣ ادوار يتكون
الدور الارضي من المدخل ومحل مغلق وشقة ٣ غرف وصالة وحمام والدور الثاني يسكنون فية
والثالث كان مغلق ، وغرفة فوق السطح،
قام فريد بتشغيل ٣ أفراد من شباب الحي بالمحل
عندة ثم استأجر المحل المجاور لة ثم قام بعمل قيشاني ودهانات حديثة وجعل محل مطعم
والآخر للاعداد ، وتوسع في عملة وأصبح يجلس علي ترابيزة الكاشير فقط ولكن قلبة
معلق بحنان وهو يسترق النظر إليها في كل يوم يذهب إليهم لأعطاء الحساب لأبيها ، ثم تجرأ وطلب يدها من الحاج عمران الذي فرح
بهذا الخبر فرحا كبيرا وقال لة وفرحك علي حسابي نقطة مني لك هدية ،
يكلم الحاج عمران الحاج توكل في الموضوع ويستمع
الحي كلة لزغاريت ببيت الحاج توكل ويفهم فريد الرد من خلال سماعة لتلك الزغاريت،
وقد اتفقوا أن يتم الزواج في خلال شهر من تاريخ تقديم
الشبكة التي قدمت في اليوم التالي لتلك الزغاريت ،
وفي تلك الاثناء وهم يعدون الجهاز للعروس وكان
فريد يجلس علي ماكينة الكاشير بالمحل وإذا بساعي البريد يطرق باب البيت تارة
وينادي علي سليم باشا تارة اخري وهنا هم فريد مهرولأ الية لمعرفة السبب لعلة يجد
عندة بصيص من نور ، فيجد خطاب بعلم الوصول من تركيا ويعرف انة من اخية سامح وأهم
شيئ كان يتعلق بة نظرة هو معرفة عنوان أمة واخية في تركيا رغم أن اخوالة كانوا
دائما عندهم الا انة لم يفكر يومأ أن يعرف عنوانهم هناك لأنهم هم من كانوا الاحوج
الينا دوما فلا حاجة لنا لمعرفة عنوانهم واليوم أصبحنا في أشد الحاجة لمعرفة
عنوانهم لأن اعز الناس علي قلوبنا عندهم امي واخي الاصغر ، يفرح فريد فرحا شديد
ويبدأ في قراءة الخطاب ، والذي فية التحية والسلام من الام والجد والاخوال وعلم
أنهم مشغولين عليهم ويتمنون ان يعرفوا أخبارهم لأنهم ارسلوا خطابات كثيرة علي
عنوان العزبة ولم يأتي لهم ردا لذا ارسلوا علي عنوان شقة الطلبة علكم تكونوا
موجودين فيها ، ويرسل فريد الرد من توة ويعلمهم بوفاة ابية ومرض اخية رياض وفقدة
لاخية ضياء وجهلة بعنوان اختة ، ثم ياتية الرد من أمة الحبيبة بعنوان اختة وهي
تقيم في عمارة مسمط ابو ظريفة بميدان عابدين بالدور الثاني ، جاءة الرد بعد شهر
تقريبا وكان فريد في ذلك الوقت يقضي شهر العسل بالاسكندرية واصطحب اخية معة وعند
عودتهم استلموا الخطاب من احد عمال المطعم ، هرول فريد ومعة زوجتة بحثأ عن اختة
بالعنوان المذكور واشتري لها الكثير من الهدايا والفاكهه ، وعند صعودة للدور
الثاني وإذا بالباب مفتوح واختة تحمل مولودها في حجرها وهي متربعة في صحن البيت علي الارض تجلس علي حصيرة قديمة وزوجها
مستلقي علي ظهرة بجوارها علي أريكة يقرأ في جريدة ، وهنا ألقت سماح بابنها علي
الارض وتعلقت برقية اخيها وقد طال العناق مع البكاء من كلا الطرفين حتي تدخل
ابراهيم افندي وأخذ يهدهد عليهم ثم جلسوا لمعرفة أخبار كلأ منهم للاخر فنجد أن سماح
شرحت حالها بسطرين ولكن فريد لشرح حالة محتاج لمجلدين ولكن اختصارأ يقدم فريد
معلومات عن الأسرة كلها فحزنت حزنأ شديدا لموت ابيها ومرض أخيها وفراقها الدائم
لامها وشقيقها سامح وتغيب اخيها ضياء وقالت أي لعنة تلك التي اصابتنا وكنا من
المحسنين ،
تأخذ عنوان بيت أخيها كي تزور أخيها المريض رياض،
وكان هذا الحدث يوم
٢٦
/ ١٢ / ١٢٥٤
وهو حادث المنشية المدبر بإجماع كافة المؤرخين والكتاب ورجال الدين والسياسة ،
يعود فريد للبيت ويقص علي اخية رياض انة تعرف علي بيت اختة وانهم سيكونوا بزيارتنا
غدا ويجب عليك إعداد نفسك لمقابلة اختك وزوج اختك بحلق لحيتك وقص شاربك ثم قال
فريد لا ، انا سأحضر الحلاق كي يأتي اليك هنا لعمل اللازم،
ثم ياتي مساء اليوم التالي وهم في انتظار اختهم
وقد حضرت مع زوجها وابنها والمائدة عامرة بخيرات الله و قد شعروا بأن الله قد من
عليهم بعد طول شقاء بنعمة الأمن والأمان وإذا بطرق شديد علي باب الشقة، تجري حنان
لفتح الباب لتجد ضياء غارقأ في دمائة وهو يقول لاتخبروا احدأ بوجودي وقبل أن يسألوا عن حالة وما الذي فعل بك كل هذا
وإذا بقرع شديد علي الباب، وهنا نتوقف قليلا علي ان نكمل القصة الثلاثاء القادم
باذن الله ، مع خالص تحياتي ا / علاء طنطاوي